|
|
يُعد التطوع صفة من صفات الأنبياء والأئمة والأولياء والعلماء، وقد تحدث القرآن الكريم في عدد من آياته الشريفة عن صور جميلة من صور تطوع الأنبياء، ولم يقتصر التطوع على مجال واحد، بل شمل مجالات تطوعية متنوعة؛ ككفالة الأيتام، ومساعدة المحتاجين، والوقوف مع الضعفاء والمساكين، وخدمة المصالح العامة للناس، والتقرب إلى الله تعالى بمختلف أنواع العبادات والطاعات.
وعندما نتصفح سيرة أئمة أهل البيت سنجد أنهم أولوا العمل التطوعي. بمختلف أشكاله وصوره جزءاً مهماً من أدوارهم الاجتماعية واهتماماتهم الإنسانية، ففي حياة كل إمام من أئمة أهل البيت نكتشف قائمة طويلة من الأعمال والإنجازات المهمة في مجال العمل التطوعي والخيري.
وهذا الكتاب لسماحة الشيخ عبدالله اليوسف يحاول أن يرصد في فصله الأول ما ورد في القرآن الكريم عن تطوع الأنبياء في مجالات تطوعية مختلفة بصورة موجزة، كي نسير على هديهم، ونقتدي بسيرتهم المشرقة.
أما الفصل الثاني فيسرد مع شي من التحليل لسيرة أئمة أهل البيت في العمل التطوعي والخيري، بهدف تعريف الأمة بمدى الاهتمام الواسع الذي بذله أئمة أهل البيت في مجال العمل التطوعي والإنساني، ومن ثم السير على نهجهم والاقتداء بسيرتهم المشرقة في العمل الإنساني النبيل.