قصص تُبكي الحضور في ندوة «العنف الأسري» الشيخ اليوسف يقول: إن الإسلام يربي أتباعه على منهج التسامح والعطف واللين، ويرفض العنف بكافة أشكاله ومنه العنف الأسري
محرر الموقع - « الأحساء - محمد الرويشد صحيفة الحياة » - 12 / 11 / 2010م - 7:57 م
أقامت اللجنة الأهلية بالرميلة ليلة الجمعة 10/5/1429هـ الموافق 15/5/2008م ندوة بعنوان العنف الاسري للدكتور صلاح مكاوي والشيخ عبدالله اليوسف من تقديم الأستاذ عيسى العبدالكريم حضرها جموع من المواطنين والمهتمين من كل قرى ومدن الاحساء وخارجها المهتمين بالشأن الاسري يتقدمهم الأستاذ عبد الهادي البريه مقدم في قناة الأنوار والأستاذ حجي النجديدي عضو المجلس البلدي والأستاذ محمد الأحمد عضو لجنة حقوق الإنسان و الصحفي في جريدة اليوم الأستاذ حمزة بوفهيد وعضو اللجنة الأهلية ببلدة الطرف الأستاذ محمد المسعود ومن الجانب النسائي حضرته الصحفية في جريدة ةعكاظ الأستاذة منال الصالح والأستاذة شمسة الزيد طالبة ماجستير في علوم القران ..وإليكم نص ما كتبته صحيفة الحياة ليوم الأحد 13/5/1429هـ الموافق 18/5/2008م حول ندوة العنف الأسري:
أبكت فتاةٌ حضورَ ندوة «العنف الأسري»، التي أقامتها اللجنة الأهلية في بلدة الرميلة (محافظة الأحساء)، مساء أول من أمس، حين سردت حكايتها مع أسرتها، وكيف تحولت من فتاة إلى ضحية للعنف الأسري، وسط تعاطف كبير من الحضور الذين اكتظت بهما قاعتا الندوة.
وبدأت الفتاة حكايتها التي كتبتها بأسلوب أدبي مميز، وألقتها بثقة تامة وألم كبير، «أبلغ من العمر 25 سنة، ولي أربع أخوات وخمسة أخوة، نعيش مع أمنا في شقة صغيرة، ووالدي يعيش مع زوجته الأخرى، ولا نراه في الأسبوع إلا مرة واحدة فقط. كنت طفلة تعايشت مع دموع والدتها الضعيفة المسالمة، وسبب حزنها مصدره الوحيد أبي، فهو رجل متسلط وعصبي جداً، فنشأنا وترعرعنا على صراخ أبي المستمر وقسوته على أمي».
وقالت: «على رغم أن أبي يمتلك أملاكاً كثيرة، لا ينعم بها إلا أولاده من الزوجة الأخرى، إلا أنه حرمنا منها، وزوجته قاسية جداً، وتعامل أمي معاملة لا تختلف عن معاملة والدي لها، وكنا نعيش معها في بيت واحد، وكانت إلى جانب كرهها لأمي ولنا، تكره أخي الأكبر كرهاً منقطع النظير، وذات مرة صفعت والدتي على وجهها صفعة قوية، فنهض أخي وكان لا يزال طالباً في الصف الأول المتوسط، مدافعاً عن أمه، وبدأ بالصراخ في وجه زوجة أبي».
وأشارت إلى أنها «أرادت أن تضربه هو الآخر، لكنه أمسك بيدها ليوقف عدوانها عليه، وكان هذا توقيت دخول والدي للغرفة محل الشجار، فكذبت زوجته وأخبرته بأن أخي تهجم عليها وأراد أن يضربها، فقام بطرده من المنزل، وهو لا يزال طفلاً صغيراً من دون رحمة، وعاش أخي مشرداً في الشارع لأسبوع، إذ كانت واجهة المحال غرفة نومه، وعلى رغم ذلك؛ كانت عنده عزة نفس منعته من أن يلجأ لأي أحد ليأويه».
خافت الوالدة على طفلها من العراء، فتوجهت لأحد أصدقائه وترجته لأن يأوي طفلها، إلى أن تنتهي هذه المشكلة، وبعد محاولات عدة؛ وافق أخي أن يذهب إلى منزل صديقه، وعاش معه لسنة ونصف السنة، وأبي لم يسأل عنه، ونجحت أمي في إعادته للمنزل، لكن أخي لم يتحمل شجار والدي المتكرر، وظلمه الدائم لنا، ومشكلاتنا المتزايدة، فقام أبي بطرده مرة أخرى، وقررت والدتي بأن تلحق بابنها، فطردنا جميعاً والتجأنا إلى منزل خالي».
استأجر الخال لعائلة أخته شقة صغيرة، وواصل الابن الأكبر الدراسة في الصباح، وكان يعمل عصراً وليلاً لتأمين لقمة العيش لأسرته، فقد تحول من طفل إلى رجل يتحمل مسؤولية إعالة أسرة كاملة، ومع مرور الأيام زاد كرهه لوالده، ومع كل ألم ينتج من عمله الشاق كان البُغض لشخص الوالد يتراكم.
قالت الفتاة: «جاء أبي بعد أربع سنوات من القطيعة، لزيارتنا في الشقة، فاستقبلته والدتي وكأنها أعلنت أن تسامحه وتصفح عنه، من دون أن يعلم أخي بذلك، وما ان علم به جن جنونه، وأصبح يقسو على والدتي، ويصرخ في وجهها وهو في حال هستيرية عارمة، لكن والدي استمر في زيارتنا مرة في الأسبوع فقط، ولكن من دون أن يصرف علينا قرشاً واحداً». أكمل الابن دراسته الجامعية، وأصبح معلماً، وتزوج وأنجب أطفالاً، وبنى منزلاً، ولا تزال صورة الأب «المرعب»، وزوجته «الظالمة» في مخيلته، على رغم مرور سنين عدة على قصة الضياع. وتصف الفتاة أخاها بأنه «حنون جداً، إلا أنه حين يغضب يتحول إلى شخص آخر لا نعرفه، وتتجمع قسوة العالم في داخله، وكان شديد الحرص على أن يكمل إخواني الدراسة ويقسو علينا من أجل تحقيق هذا الهدف».
وتكمل «كنا نتعرض للعنف منه كالضرب، أو الحرق، أو التلفظ علينا بألفاظ قاسية، وكانت أمي تخافه كثيراً، وأصبح أبي رجلاً مسناً، وهو بدوره يصاب بالرعب منه، وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد، إذ تبدلت الأدوار، فحين نريد الخروج من المنزل يحدد لنا ساعة واحدة فقط، وإذا تأخرنا ولو لدقيقة واحدة يضربنا ضرباً قاسياً، وعندما يساعدنا في المذاكرة ولا نعرف الإجابة يضع السكين على النار ويحرق بها أجسامنا، وحين يضرب أحد إخواني لا يتركه حتى تخرج الدماء من رأسه، ولا يتركهم إلا حين نتصل بأحد أصدقائه، ليحضر وينتشله ويخرجه».
ولم تكن قصة الفتاة ضحية العنف الأسري هي الوحيدة في تلك الليلة، فقد فاجأت اللجنة المنظمة الجميع بعرض «قصة فتاة يتيمة في الـ19 من عمرها، حرمت من التعليم، وهي تعاني مشكلات نفسية وجسدية قاهرة، إذ افترض الأطباء أن يكون وزنها الحالي يتراوح بين 50 إلى 60 كيلوغراماً، لكنها لم تصل إلى حدود الـ30، نتيجة للعنف الأسري التي تعرضت إليه».
واســـتضافت هـــذه الندوة المستشار النفسي الدكتور صلاح مكاوي، والشيخ عبدالله اليوسف، وجمعاً من المهتمين بالعنف الأسري، وتحدث اليوسف في ورقته عن تعريف العنف من منظور إسلامي، والعنف الأسري بوصفه «الإيذاء المستخدم بالقول أو الفعل من جانب الزوج تجاه زوجته، أو من جانب أحد الوالدين تجاه الأولاد أو العكس». وتطرق إلى « أقدم قضية عنف وقعت على سطح الأرض حيث قتل قابيل أخاه هابيل»، ومفهوم القوامة، و»الإسلام يأمر باللطف، والضرب ( غير المبرح) يأتي بعد مرحلة الوعظ، والهجران في المضاجع» للمرأة الناشزة.
فيما تطرق مكاوي إلى تعريف العنف علمياً، وتفسير العنف الأسري من نظريات علم النفس أو الاجتماع. وأشار إلى أن «العنف وراثي، ومكتسب، والإسلام ليس دين عنف أو جريمة، والمرأة تلجأ إلى السوق للقضاء على العنف الأسري السلبي ولإشباع الفراغ».
ملاحظة: يمكنكم قراءة الخبر من صحيفة الحياة من خلال الرابط التالي:
http://ksa.daralhayat.com/local_news/regions/05-2008/Article-20080517-f8a5c97d-c0a8-10ed-01e2-5c73fbdcbb3e/story.html
13/5/1429
اضف هذا الموضوع الى: