في خطبة العيد الشيخ اليوسف يقول:
تنمية القيم الاجتماعية الإيجابية يساهم في تطور المجتمع

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم العيد الأربعاء غرة شوال 1432هـ الموافق 31 أغسطس 2011م بمسجد الرسول الأعظم ( ص ) بالحلة ـ القطيف عن أهمية إحياء هذا اليوم بالعبادة والذكر والتهجد، فالعيد يبدأ بإعطاء الزكاة ثم صلاة العيد، يقول تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى والتزكية هنا بمعنى دفع زكاة الفطرة، وهي واجبة بإجماع المسلمين، ولها دور مهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين، حتى لا يشعروا بالحاجة في يوم العيد.

ثم تطرق سماحة الشيخ اليوسف إلى ضرورة المحافظة على الاهتمام بالجانب الروحي من خلال تغذيته باستمرار، والمداومة على تلاوة القرآن الكريم والتدبر فيه، وقراءة الأدعية المأثورة، وإتيان المستحبات، والابتعاد عن المحرمات والمكروهات، فالحاجة إلى الغذاء الروحي حاجة مستمرة، ولا تتوقف مع انتهاء شهر رمضان، بل يجب المداومة على التزود بالروحانيات والمعنويات بما يُسهم في خلق التوازن في الشخصية المؤمنة.

ثم أشار سماحته إلى جعل يوم العيد منطلقاً لإحداث تغيير ذاتي في أنفسنا بما يساعد على تجاوز سلبيات الذات، وتقوية نقاط القوة، فشهر رمضان هو بمثابة دورة للتغيير الذاتي، وهو ما يجب أن نقطفه بعد انتهائه، فمن الضروري أن يختلي كل واحد بنفسه ليرى مدى نحاجه في إحداث تغيير إيجابي في ذاته أم أنه أخفق في تغيير أي شيء يذكر.

حشد من المصلين في صلاة العيد
حشد من المصلين في صلاة عيد الفطر بمسجد الرسول الأعظم بالحلة 1432هـ

وفي الخطبة الثانية ركز سماحة الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف على تنمية القيم الاجتماعية الإيجابية كالتعاون بين الناس مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى فالناس بخير ما تعاونوا، أما إذا انعدم التعاون الإيجابي فإن ذلك يجعل المجتمع متخلفاً عن ركب التقدم والتطور. 


ثم أكد على قيمة المبادرة في العمل الاجتماعي، يقول تعالى: ﴿ فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ وهي دعوة إلى المبادرة والسباق إلى فعل الخير، فكل مجتمع يحتاج لمن يتحمل المسؤولية، ويبادر إلى العمل الديني والاجتماعي والتطوعي بما يُسهم في تنمية المجتمع، ويجب تشجيع المبادرات الاجتماعية والالتفاف حول المبادرين ودعمهم وتشجيعهم، وهذا هو دليل الوعي وتحمل المسؤولية. أما إذا كان أفراد المجتمع يتلاومون فيما بينهم، وكل شريحة أو فئة اجتماعية ترمي بالمسؤولية على الأخرى، وتنعدم فيه أي مبادرة إيجابية.. فهذا يؤدي إلى تأخر المجتمع وعدم تقدمه.

وأضاف سماحته قائلاً: نحتاج كمجتمع إلى مبادرين لمعالجة المشاكل والقضايا الاجتماعية، والتصدي لإيجاد الحلول بدل التذمر والسلبية؛ فالمجتمع إنما يتقدم بروح التعاون بين أفراده وفئاته، وحمل راية المسؤولية التي تجعل من كل إنسان يتحمل مقداراً منها في سبيل خدمة المجتمع وتطوره، وهذا يحتاج إلى الإخلاص في العمل، والابتعاد عن المصالح الشخصية، وتقديم مصلحة المجتمع فوق المصالح الضيقة.

جانب من الحضور في صلاة العيد
جانب من الحضور في صلاة عيد الفطر في مسجد الرسول الأعظم بالحلة 1432هـ

وختم حديثه بالإشارة إلى أن بعض الأشخاص يكونون بركة على مجتمعهم، فأينما حلوا حلت معهم البركة، ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً وهذه البركة تتجلى من خلال النشاط والعمل الصالح وخدمة المجتمع ومساعدة المحتاجين وتأسيس المشاريع النافعة، ومجتمعنا أحوج ما يكون إلى مثل هؤلاء الناس الذين  يضحون بكل شيء من أجل خدمة دينهم و مجتمعهم، وعلى المجتمع تقدير  الشخصيات المعطاءة والقدوات الحسنة.

اضف هذا الموضوع الى: