الشيخ اليوسف: الوفاء بالعهود والعقود ركن مهم من أركان البناء الاجتماعي
سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف  أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)
سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 8/1/1434هـ الموافق 23 / 11 / 2012م بمسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف عن أهمية التحلي بصفة الوفاء، لأنها صفة إنسانية وأخلاقية تعبر عن النبل والمروءة، ويقابلها الغدر وهي من أسوأ الصفات وأرذلها، فعندما سئلت فاطمة الزهراء عن أفضل صفات الرجال؟ أجابت: الوفاء. وعندما سئلت عن أسوأها أجابت: الغدر.

وعرف سماحته الوفاء بقوله: أن يفي الإنسان بما وعد به بصورة كاملة وصادقة ومخلصة بعيداً عن المماطلة أو التسويف أو النكث، يقول تعالى:﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ .

مبيناً أن الوفاء له وجه آخر وهو: أداء الحقوق التي عليه لأهله وأقربائه وأصدقائه ولكل من أحسن إليه بكل إخلاص ومحبة.

وأضاف سماحته قائلاً: إن الإنسان النبيل والمحترم هو من يفي بصدق لكل من أحسن إليه مستدلاً بقوله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ فيجب الوفاء والإحسان إلى الوالدين، ويجب على الزوجة أن تحسن لزوجها، والزوج أن يفي لزوجته، والأب يفي لأولاده بما وعدهم، والمتعلم يحسن لمعلمه وأستاذه، والمجتمع عليه الإحسان لكل من يساهم في تقدمه وتطوره وازدهاره، وبذلك تنتظم الحياة، وتسير على النهج السليم.

وانتقد سماحة الشيخ اليوسف بعض الظواهر التي تنم عن عدم الوفاء كعدم العناية بالوالدين حين الشيخوخة، وعدم وفاء الزوجين لبعضهما البعض، وعدم وفاء الإنسان لأصدقائه، وعدم الوفاء والإحسان للعلماء العاملين والشخصيات المساهمة في بناء المجتمع، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على التماسك والترابط الاجتماعي العام.

وأوضح سماحة الشيخ عبدالله اليوسف وفاء الخلّص من أصحاب الإمام الحسين إليه، فعندما شكرهم الإمام الحسين ليلة عاشوراء وطلب منهم التفرق، وتركه لوحده لينال الشهادة، رفضوا ذلك، وأصروا على البقاء مع الإمام الحسين حتى نيل الشهادة، أما من لا وفاء عندهم فقد تفرقوا عنه، ولم يفووا له عندما طلبوا منه المجيء للعراق لنصرته ومبايعته، وعندما جاء إليهم نكثوا بوعودهم وغدروا بالإمام الحسين .

وبيّن سماحته أن الوفاء الحقيقي يتضح أكثر في المواقف الصعبة، فمن يبقى على وفائه رغم صعوبة الموقف؛ فإنه رجل نبيل، أما من يتخلى عن وفائه في الشدة فلا خير فيه.

وفي نهاية خطبته أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الوفاء بالعهود والعقود والمواثيق والالتزامات يجب أن يشمل كل جوانب الحياة، ولا يقتصر على المسائل للفردية، بل يشمل الأمور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وإن أي نظام اجتماعي إنما يتقوى بالالتزام والوفاء بالعهود، لأنه ركن مهم من أركان البناء الاجتماعي.

     

اضف هذا الموضوع الى: