معتبراً أن العنف الأسري أحد أهم أسباب الطلاق
الشيخ اليوسف: مجتمعنا بحاجة إلى إشاعة قيم الرحمة والعفو والتسامح
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة في المسجد
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة في المسجد

أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف على أهمية إشاعة قيم الرحمة والعفو والصفح والرأفة والتسامح في حياتنا الخاصة والعامة، لأنها تمثل أخلاق الرسول الأعظم ، وهي من القيم الإنسانية الرفيعة التي نحتاجها في حياتنا المعاصرة حيث باتت  القسوة والحدية والعنف بكل مراتبه وأشكاله وصوره يسود في كثير من المجتمعات المسلمة.

وأشار في خطبته ليوم الجمعة غرة ربيع الأول 1435هـ الموافق 3 يناير 2014م إلى ما يتميز به رسول الله من التعامل بالرحمة والصفح والعفو والرأفة والشفقة مع جميع الناس، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ . وهو القائل : (( إنما أنا رحمة مهداة)).

وأضاف سماحته قائلاً: إن إنسانية الإنسان تتجلى بصورة أجلى وأكثر عندما يصفح عن أعدائه وخصومه وهو في مركز القوة  والقدرة، بينما خصومه في مركز الضعف والوهن، وقد تجلى ذلك بوضوح في تعامل النبي  مع أعدائه وخصومه، إذ ما جيء إليه بأحد من أعدائه أو خصومه إلا عفا عنه في غير حد، وكتب التاريخ والسيرة  زاخرة بالقصص والشواهد التي عفا فيها النبي عن أعدائه.

وأوضح سماحته أن الرسول الأعظم قد عفا وصفح وتسامح عمن أساؤوا إليه بمختلف صنوف الأذى؛ بل عفا حتى عمن حاولوا قتله واغتياله في أكثر من حادثة وقصة مسجلة في كتب التاريخ والسيرة.

ووصف سماحة الشيخ عبدالله اليوسف ما يمر به العالم الإسلامي اليوم بالواقع المؤلم والمحزن، حيث بات المسلم يقتل أخاه المسلم، وأصبح القتل على الهوية بدم بارد يزداد ويتسع، والحروب والفتن تنتقل من بلد لآخر من بلاد المسلمين، وما ذلك إلا بسبب الابتعاد عن تعاليم الإسلام، وأخلاق الرسول الأكرم .

وانتقد سماحته ضيق الصدر بالرأي المخالف، واعتبر أن الاختلاف في الآراء يجب ألا تدفع إلى الخلاف والشقاق، أو خلق عداوات وأحقاد لمجرد الاختلاف في بعض التفاصيل أو الأفكار التي يسوغ فيها الاختلاف.

ودعا سماحته للاقتداء برسول الله الذي كان يستوعب الجميع، ويعمل على احتواء جميع الآراء والتوجهات، والاستفادة من كل الطاقات من أجل نشر رسالة الإسلام، وفي سبيل الارتقاء بالوعي الاجتماعي العام.

واعتبر سماحته أن من أهم أسباب زيادة الطلاق في مجتمعنا هو القسوة والعنف والايذاء في العلاقات العائلية والأسرية؛ في حين أن النبي كان أرحم الناس بعياله، كما روى أنس بن مالك حيث قال: ((ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله )).

وطالب سماحته بالرأفة والرحمة والتسامح والعفو سواء في العلاقات الأسرية والعائلية أم في العلاقات البينية بين أفراد المجتمع، أم بين مكونات المجتمع وشرائحه، والاقتداء بنبي الرحمة والعفو والرأفة كما وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ .

اضف هذا الموضوع الى: