الشيخ اليوسف: ما حدث في بلدة الدالوة بالأحساء يجب أن يدفع الجميع لمواجهة الفكر التكفيري
سماحة الشيخ د. عبدالله أحمد اليوسف
سماحة الشيخ د. عبدالله أحمد اليوسف

أصدر مكتب سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف بياناً حول جريمة استهداف الأبرياء في بلدة الدالوة بالأحساء أدان فيه هذا الحادث الإرهابي الشنيع، كما عزى فيه ذوي الشهداء الأبرار، هذا نصه:


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:

في ليلة العاشر من محرم الحرام 1436هـ ارتكبت جريمة بشعة وإرهابية بحق إخواننا المؤمنين في بلدة الدالوة في محافظة الأحساء أمام حسينية المصطفى حيث سقط مجموعة من الشهداء والجرحى، حيث كانوا يحيون مراسم العزاء، معبرين بذلك عن  حبهم لابن بنت رسول الله وسبطه وريحانته الإمام الحسين بن علي .

وبهذه المناسبة الأليمة نعزي أهلنا في الأحساء عامة وأهالي بلدة الدالوة خصوصاً، ونسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويحشرهم مع الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

إن هذا العمل الإرهابي مدان ومستنكر بأشد عبارات الاستنكار والإدانة، وهو يشكل سابقة خطيرة في بلادنا العزيزة، وقد أوجد صدمة مدوية عند جميع أبناء الوطن الواعين من مختلف الطوائف والمذاهب والتوجهات الفكرية، فاستهداف الأبرياء وقتلهم بدم بارد من أشد المحرمات والمنكرات التي لا يقبلها دين ولا عقل ولا منطق.

إن ما حدث يجب أن يدفع المسؤولين والعلماء والمثقفين والكُتّاب إلى مواجهة الفكر التكفيري الذي يستسهل إراقة الدماء المحترمة، وقتل الأنفس المعصومة، ومن أبرز ما يجب التأكيد عليه: إغلاق القنوات الطائفية، ومنع الكتب التي تحرض على الكراهية والأحقاد بين المواطنين، وتنقية مناهج التعليم بحيث تكون داعية ومشجعة على ثقافة التسامح والمحبة بين مختلف أتباع المذاهب الإسلامية، وتجريم كل خطاب يدعو للطائفية والكراهية والأحقاد.

إن الفكر التكفيري هو خطر على السنة والشيعة معاً، فهم يقتلون كل من يختلف معهم في الرأي أو الموقف أو المنهج، بغض النظر عن مذهبه ومسلكه، ولذلك على الجميع أن يتكاتف في مواجهة هذا الخطر لدرأ الفتنة، والحفاظ على السلم الأهلي، وتعزيز العيش المشترك.

وقد عرفت منطقة الأحساء، كما القطيف، بالتعايش والسلم مع إخوانهم في الدين والوطن من أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى، وما حدث في بلدة الدالوة رغم فجاعته وبشاعته يجب ألا يغير من تمسكنا بخيار التعايش والعيش المشترك والحفاظ على السلم الأهلي وتمتين الأخوة الإسلامية.

نسأل الله تعالى أن يحمي بلادنا وكافة بلاد المسلمين من شرور الجماعات التكفيرية الإرهابية....إنه سميع مجيب الدعاء.

                                                             عبدالله أحمد اليوسف
                                                         الأربعاء 11/1/1436هـ
                                                                   5/11/2014م

اضف هذا الموضوع الى: