مؤكداً على أن الإمام السجاد استخدم الدعاء كوسيلة للتربية
الشيخ اليوسف: الإمام السجاد (ع) قدم للأمة كنوزاً من المعرفة من خلال الأدعية
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف متحدثاً للحضور 1436هـ-2014م (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف متحدثاً للحضور 1436هـ-2014م (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 27 محرم 1436هـ الموافق 21 نوفمبر 2014م عن آثار الإمام علي بن الحسين السجاد في مجال الأدعية، حيث قدّم للأمة الإسلامية كنوزاً من المعارف الإسلامية من خلال الأدعية، إذ احتوت أدعيته المأثورة على مفاهيم عميقة ومضامين مهمة في العقائد والفكر والأخلاق والتربية والسلوك.

وأضاف سماحته قائلاً: إن الإمام السجاد استخدم الدعاء كوسيلة للتربية، فقد استطاع أن يربي جيلاً من الفقهاء والعلماء والرواة والمحدثين والمفسرين على فضائل الأخلاق ومكارمها، مركزاً في تربيته على وسيلة الدعاء، وقد تخرج من مدرسته العلمية أساطين في العلم والمعرفة، وقادة رأي وفكر، وقمم شامخة في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية.

وأوضح سماحته أن الصحيفة السجادية  - والتي تضم أهم أدعيته - لم تقتصر على المناجاة والدعاء والتضرع والخشوع لله تعالى وحسب؛ وإنما كانت تشتمل على كنوز من العلوم والمعارف الإسلامية بما احتوته من المسائل العقائدية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية وغيرها.

وتابع قائلاً: ومما يدلل على أهمية ونفاسة الصحيفة السجادية ما كتب عنها من عشرات الشروح لها، وقد أحصى المحقق الكبير (آغا بزرك الطهراني) في كتابه القيم (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) مئة وخمسين شرحاً لها، كما تم ترجمتها بعدة لغات عالمية.

ودعا سماحته إلى التأمل في أدعية الصحيفة السجادية وعدم الاكتفاء بالفراءة المجردة لها، وإنما السعي نحو فهم ما احتوته أدعيتها من مفاهيم ومضامين ودلالات عميقة ومتنوعة.

واعتبر سماحة الشيخ اليوسف أن التربية بالدعاء من أهم الوسائل في تزكية النفس، وتهذيب الروح، وتنمية الرصيد الروحي في شخصية الإنسان المسلم.

وفصّل سماحته فوائد الدعاء والتي منها: إن الدعاء صلة بين الإنسان وخالقه، ومن خلاله يناجي العبد مولاه طالباً منه العفو والصفح عن أخطائه وعثراته وذنوبه. والله عز وجل رحيم بعباده، فالدعاء باب من أبواب رحمة الله تعالى بعباده.

واستطرد قائلاً: إن من فوائد الدعاء أيضاً أنه بالدعاء يستطيع الإنسان أن يحقق حاجاته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ   وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ .

وقال سماحته أن الدعاء وسيلة مهمة في التربية الروحية عند الإنسان، فالدعاء له أثر كبير في تنمية الجانب الروحي والمعنوي، خصوصاً إذا ما داوم الإنسان على قراءة الأدعية المأثورة الواردة عن أئمة أهل البيت ، حيث تشتمل أدعيتهم على التذلل والخشوع والخضوع والتسليم لله تعالى.

وأشار سماحته إلى بعض موانع الدعاء: كارتكاب المحرمات والموبقات، وأكل المال الحرام، وعدم الإخلاص في الدعاء، والشك في فائدته ... وغيرها من الموانع التي تحول دون استجابة الدعاء.

اضف هذا الموضوع الى: