مؤكداً على أهمية إبراز الجوانب الإنسانية من السيرة النبوية
الشيخ اليوسف: الإساءة للرسول الأكرم إساءة لكل الأنبياء والرسل
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته (أرشيف)
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته (أرشيف)

 أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف على أهمية إبراز الجوانب الإنسانية والأخلاقية المشرقة من السيرة النبوية، فسيرة الرسول الأكرم فيها الكثير من الشواهد والأمثلة والقصص التي تبين التعامل الإنساني والأخلاقي الرفيع لنبينا الكريم مع عامة الناس.

وأضاف سماحته قائلاً: إننا كمسلمين مقصرون في التعريف بشخصية وسيرة الرسول الأعظم ، وأن مسؤولية التعريف به، وإبراز الجوانب المشرقة والوضاءة من سيرته، ودفع الشبهات والإشكاليات عن مقامه وشخصيته يقع على عاتق كل قادر على الدفاع عن الرسول الأكرم ولا يختص ذلك بعلماء الدين كما قد يتصور البعض.

وتحدث سماحة الشيخ اليوسف في كلمته ليوم الجمعة 9 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 30 يناير 2015م إلى ما واجهه الرسول الأكرم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية من المشاكل والعقبات، والتي من أبرزها: توجيه سيل من الإهانات والاستهزاء المادي والمعنوي بشخصيته ، حيث كان الكفار والمشركون يرمون على جسده الشريف الأوساخ وهو قائم يصلي لله، أو ممارسة الاستهزاء اللفظي به ، بهدف تصغير شخصية الرسول عند الناس كي ينفروا منه، ولا يلتفوا حول شخصيته العظيمة والمباركة.

 وتابع بالقول إن الله سبحانه وتعالى تكفل بحماية نبيه الكريم في قوله تعالى:﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فمجيء الفعل بصيغة الماضي في الآية الشريفة مع أن المراد المستقبل يشير إلى حتمية الحماية الإلهية للرسول الأكرم من شرور المستهزئين والماكرين الآن ومستقبلاً.

وأوضح سماحته أن ما قامت به المجلة الفرنسية (شارلي إيبدو) مؤخراً، هو امتداد لما قامت به صحيفة" يولاندز بوستن " الدنماركية بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول) 2005م، وما تلتها من صحف غربية أخرى من نشر اثني عشر رسماً كاريكاتيراً مسيئاً للنبي محمد ؛ إنما يشير إلى الاستخفاف بعقائد الآخرين، وانتهاك مقدسات المسلمين، وهو الأمر الذي يدل على الاستغراق في العنصرية والكراهية للشعوب المسلمة، كما أنه ناتج من الانفصام الغربي بين الدين والدنيا الحادث من الصراع الذي حدث بين الكنيسة والعلم؛ وهو ما يجعل اللادينيين والملاحدة يتجرؤون على قدسية الأنبياء كمجمد وعيسى وموسى ولصق الأباطيل والاتهامات بهم.

واعتبر سماحته أن الإساءة إلى الأنبياء والرسل لا يدخل ضمن التعبير عن الرأي وإنما هو إساءة وازدراء بأقدس المقدسات، وهذا أمر لا يمكن قبوله، فالتعبير عن الرأي إنما يتم من خلال مناقشة الأفكار، أما الإساءة إلى الأشخاص المحترمة والمقدسة كالأنبياء والرسل فليس من الرأي في شيء.

وشدد سماحته على إن القيام بأي عمل إرهابي ضد الأبرياء من الناس -بالإضافة لحرمته- يعطي انطباعاً عميقاً وخاطئاً بأن الإسلام يدعو للعنف والكراهية، في حين أن الإسلام دين السلام والمحبة والتسامح. 

وقال سماحته تشير بعض الرسوم المسيئة للنبي في الصحف الغربية إلى هذه الصورة النمطية عن الإسلام، وعن شخصية الرسول؛ حيث تصور الرسوم الرسول الكريم في أشكال مختلفة، وترمز بعضها إلى أنه كان  يمارس الإرهاب أو أنه سبب لنمو الإرهاب!! وهذه الصورة النمطية إنما تجذرت في أذهان الغربيين نتيجة للممارسات الإرهابية أو الأساليب العنيفة التي تؤمن بها بعض الجماعات المتطرفة.

وأوضح سماحة الشيخ اليوسف أن الرسول الأكرم هو نبي الرحمة والرأفة والتسامح حيث وصف نفسه بقوله: ((إنما أنا رحمة مهداة))، والقرآن الذي اعتبر مجيء الرسول رحمة للناس كما قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ  شوهت صورته وحقيقته ومفاهيمه بفعل الأعمال الإرهابية الوحشية التي تقوم بها الجماعات التكفيرية، وهو ما يتطلب جهوداً كبيرة من الواعين في الأمة وعلى مختلف الأصعدة الفكرية والإعلامية والتربوية والأخلاقية لبيان السيرة المشرقة للرسول الأكرم ، وتبيين صورة الإسلام الناصعة والسمحة للرأي العام العالمي.

وأشار سماحته إلى أن من أهم أسباب الإساءات المتكررة للرسول الأكرم هو ضعف المسلمين، والاستخفاف بالمعتقدات والقيم الدينية، والبحث عن الشهرة والكسب السريع، فبعد أن كانت المجلة  الفرنسية  ((شارلي ايبدو )) على وشك الإعلان عن إفلاسها، وإذا بها بعد العمل الإرهابي الذي استهدفها، وإعادة الرسوم المسيئة إلى الرسول الأكرم توزع بملايين النسخ، وتطبع بعدة لغات، ويقبل عليها الملايين، فأتت النتائج عكسية لما فعله الإرهابيون من استهداف المجلة الفرنسية.

وطالب سماحته المسلمين في كل مكان بالتوحد والوحدة تحت شعار (الدفاع عن رسول الله) فكل مسلم  يؤمن بنبوة محمد يجب عليه الدفاع عن الرسول الأعظم ، وأفضل وسيلة للدفاع عنه هو التخلق بأخلاقه الراقية، ونشر سيرته المباركة، وإبراز الجوانب الإنسانية والأخلاقية للأمم والشعوب الأخرى، وإيصال رسالته للعالم بكل الطرق والوسائل الإعلامية والتقنية الحديثة.

وأكد سماحته على أهمية عرض الأفكار الدينية والأخلاقية بصورة علمية وجذابة، فلا يكفي في إقناع الآخرين صحة الأفكار وسلامتها، وإنما تحتاج إلى عرض حسن حتى يتقبلها الآخرون ويدافعون عنها.

وختم سماحة الشيخ اليوسف خطبته  بضرورة سن قانون عالمي تتبناه الأمم المتحدة بمنع الإساءة إلى الأنبياء والرسل والمقدسات الدينية، ووضع عقوبات صارمة ضد كل من يقوم بذلك.

اضف هذا الموضوع الى: