مؤكداً على أهمية الاستعداد والتهيؤ لشهر رمضان المبارك
الشيخ اليوسف: شهر رمضان أفضل فرصة للتغيير الإيجابي والمراجعة الفكرية
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته (أرشيف)
الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء كلمته (أرشيف)

أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبته ليوم الجمعة 24 شعبان 1436هـ الموافق 12 يونيو 2015م على أهمية الاستعداد والتهيؤ النفسي والروحي والعقلي لاستقبال شهر رمضان المبارك؛ ومن مصاديق التهيؤ الإكثار من الاستغفار وذكر الله تعالى والدعاء وخلوص النية والتوبة النصوح.       
               
وأضاف قائلاً: إن الكثير من الناس يهتمون بالاستعداد لشراء المواد الغذائية والإقبال الكثيف على توفير الحاجات المادية أكثر بكثير من اهتمامهم بالجوانب الروحية والمعنوية والتي يجب أن تنال جزءاً مهماً من استعدادنا للشهر الفضيل.

وابتدأ سماحته خطبته بما ورد عن رسول الله في أخر يوم من شهر شعبان حيث قال: ((أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة العمل فيها خير من ألف شهر... هو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار )).

واعتبر سماحة الشيخ اليوسف أن شهر رمضان المبارك أفضل فرصة للتغيير الإيجابي، مؤكداً على أهمية أن يبدأ التغيير من داخل النفس، إذ يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وأجواء شهر رمضان المبارك تساعد على تغيير الذات، وتهذيب النفس وتزكيتها، وأداء الحقوق سواء التي لله تعالى كالزكاة والخمس أم للناس كالديون والقروض.

وانتقد سماحته الإسراف والتبذير في شهر رمضان، حيث تشير الدراسات إلى أن الناس ينفقون في شهر رمضان على شراء المواد الغذائية المختلفة ثلاثة أضعاف ما ينفقون في غيره من الشهور؛ وهو الأمر الذي يتسبب في رمي الكثير من الأطعمة والأغذية في حاويات القمامة!

ودعا سماحة الشيخ عبدالله اليوسف الجميع إلى مراجعة قناعاتهم وأفكارهم في شهر رمضان المبارك، فكل واحد منا لديه أفكار معينة، وقناعات يؤمن بها، وهي قابلة للصحة والخطأ، وشهر رمضان يعطي الإنسان نقاء وصفاء يساعده على اختيار الأفكار والقناعات الصحيحة والتخلص من الأفكار أو القناعات أو العادات الخاطئة، فكل فكرة أو قناعة أو عادة تحتمل الصحة والخطأ، وهي ليست آية قرآنية أو نصاً دينياً معتبراً لا يمكن التراجع عنه.

وشدد سماحته على أن القرآن الكريم يدعونا جميعاً لاختيار الأفكار الصحيحة الحسنة، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ وهذا يعني أن على الإنسان أن لا يأخذ بكل ما يسمع أو يقرأ وإنما يختار أحسن الكلام وأصحه، وهو ما يتطلب منا التفكير والتأمل حتى نستطيع التمييز بين الأفكار الصحيحة من الأفكار السقيمة.

اضف هذا الموضوع الى: