مؤكداً على أهمية الاقتداء بالسيرة العلمية للإمام الرضا (ع)
الشيخ اليوسف يدعو الشباب إلى التخصص في الدراسات العلمية الرفيعة والنادرة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف  أثناء إلقاء خطبته في يوم  عيد الفطر المبارك 1436هـ (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء خطبته في يوم عيد الفطر المبارك 1436هـ (أرشيف)

أكد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 12 ذو القعدة 1436هـ الموافق 28 أغسطس 2015م على أهمية تشجيع الطلاب والشباب على حب العلم، واكتساب العلوم والمعارف الإنسانية، والتخصص في الدراسات العلمية الرفيعة والنادرة التي يحتاجها المجتمع في الوقت الحاضر.

وأضاف سماحته قائلاً: إن المجتمع إنما يتطور ويتقدم بوجود الطاقات العلمية الكبيرة والكفاءات المتميزة القادرة على العطاء والإبداع والانتاج.

ولفت سماحته إلى أن مجتمعنا يتمتع بوجود طاقات علمية كبيرة وكفاءات متميزة ومبدعة في كثير من المجالات العلمية والإنسانية والإدارية والتكنولوجية، إلا أنه ينبغي الاهتمام بسد النقص الموجود في بعض المجالات العلمية الرفيعة والنادرة بما يساهم في النهوض العلمي والمعرفي.

وأشار سماحته إلى اهتمام الإمام الرضا بنشر العلوم والمعارف الإسلامية، وتركيزه على بناء نخبة علمية مؤهلة لإدارة المجتمع وتطويره والارتقاء به.

وبيّن سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أن تربية الإمام الرضا لجيل من العلماء والفقهاء والرواة والكُتّاب الذين تتلمذوا على يديه  قد أثمر في نشر الإسلام، وعلوم أهل البيت إلى مختلف البلدان الإسلامية، كما صنف تلامذته ما يزيد على خمس مئة كتاب ومؤلَّف ومصنف في مختلف العلوم والمعارف؛ كعلوم القرآن، وعلوم الحديث، وعلم الفقه، وعلم الكلام، والتاريخ، والأخلاق، والطب، والأدب بمختلف فنونه.

وتابع بالقول: إن هذا النتاج العلمي الكبير الذي صنفه تلامذة الإمام الرضا ، ما كان ليتحقق لولا ما بذله الإمام من جهد تربوي، وعطاء علمي، وتهذيب أخلاقي، في تربية هذا الجيل من العلماء والفقهاء.

واعتبر سماحته أن هذه المؤلفات والمصنفات تعد منبعاً من منابع علم الإمام الرضا ، ودليلاً آخر على الدور العلمي الكبير الذي قام به الإمام من أجل نشر علوم ومعارف الإسلام، وثقافة وفكر ومنهج أهل البيت .

وأوضح سماحة الشيخ اليوسف أن عصر الإمام الرضا تميز بانتشار العلم، وتأسيس الكثير من المكتبات والمدارس، والانفتاح على الأمم الأخرى نظراً لتوسع مساحة البلاد الإسلامية، وهو الأمر الذي أدى إلى التداخل بين علماء الأديان المختلفة، والاهتمام بالترجمة، وبروز مدارس فقهية وتيارات فكرية وعقائدية مختلفة.

وبين سماحته دور الإمام الرضا في نشر ثقافة الإسلام ومعارفه المتنوعة، ونشر علوم وثقافة أهل البيت كلما سنحت له الفرصة بذلك، وقد ساهم تولي الإمام الرضا ولاية العهد في نشر ثقافة أهل البيت للنخبة السياسية والثقافية من الوزراء والفقهاء والقضاة وقادة الجيش الذين كان يلتقي بهم الإمام في البلاط العباسي.

وأكد سماحته على المكانة العلمية للإمام الرضا ، وعلمه الغزير والوافر؛ ومما يدل على ذلك أن والده الإمام الكاظم قد أطلق عليه لقب (عالم آل محمد) فقد كان يقول لبنيه: « هذا أخوكم علي بن موسى عالم آل محمد، فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم ». كما أن جده الإمام الصادق قد سماه بهذا الاسم أيضاّ، مما يدل على تميزه العلمي، ومكانته الرفيعة في النهضة العلمية للأمة الإسلامية.


اضف هذا الموضوع الى: