مؤكداً على أن علامة المنافق بغضه للإمام علي بن أبي طالب
الشيخ اليوسف: حديث الغدير من أوثق الأحاديث المتواترة الذي لا يمكن إنكاره
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)

ألقى سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف كلمة في حفل ليلة الغدير في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف 18 ذي الحجة 1436هـ الموافق 1 أكتوبر 2015م أكد فيها على مكانة وفضل ومقام الإمام علي ، وأن الأحاديث الواردة في ذلك عن النبي الأكرم تدل دلالة واضحة على أهليته للإمامة والخلافة والتي أبرزها: العصمة، والعلم، والكمال...بالإضافة إلى النص على ذلك كما أوضح الرسول الكريم الوصي من بعده في واقعة الغدير المشهورة.

وأضاف سماحته قائلاً: إن واقعة الغدير من الحقائق الثابتة التي لا يمكن إنكارها، وقد وثق (حديث الغدير) أئمة الحديث من الفريقين، حيث قال الرسول الأكرم في غدير خم: « من كنت مولاه فعلي مولاه، للهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار » .

وقال سماحته: إن رواة حديث الغدير من الصحابة مئة وعشرة صحابياً، ومن التابعين أربعة وثمانون تابعياً، وبلغ طبقات رواة حديث الغدير من أئمة الحديث وحفاظه ثلاث مئة وستون عالماً ومحدثاً؛ وهذا يؤكد أن حديث الغدير من أوثق الأحاديث المتواترة، وقد بلغ من الصحة والتواتر وقوة السند وسلامة المتن بما لا يمكن لأحد أن ينكره.

وأوضح سماحته أن الرسول الأعظم أطلق اسم الوصي على الإمام علي منذ اليوم الأول لميلاد الإسلام، عندما أندر عشيرته الأقربين، وقال لهم وهو آخذ بيد الإمام علي : « إن هذا أخي ووصيي، ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا».

وكان علي وصي رسول الله ووزيره، وآخى بين أصحابه وتركه فقال: « يا رسول الله قد بقيت لا أخ لي».

فقال: « إنما أخرتك لنفسي، أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأنت وصيي وخليفتي من بعدي، وخير من أخلف من أهل بيتي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

وظل الرسول الأكرم يكرر هذا القول المرة تلو المرة، ويؤكد عليه فعلاً وقولاً وتقريراً، والأحاديث في ذلك كثيرة جداً، فالإمام علي هو أول من سمي بالوصي، وقد سماه بذلك الرسول الكريم .

وبيّن سماحة الشيخ اليوسف أن أول من أطلق عليه (إمام) في الإسلام هو الإمام علي ، والمقصود بالإمام هنا: إمام المسلمين الذي يجب الاقتداء بأقواله وأفعاله، فالإمامة مرادفة للخلافة، وهو قائد المسلمين وإمامهم بعد الرسول الأكرم .

حفل ليلة الغدير 1436هـ
صورة جماعية للمكرمين والمشاركين في حفل ليلة الغدير 18/12/1436هـ

وتابع قائلاً: لقد لقب الرسول الأكرم الإمام علياً بلقب (أمير المؤمنين) في حياته الشريفة، وهو أول من أطلق عليه هذا اللقب، فإذا قيل: أمير المؤمنين، ينصرف الذهن إلى الإمام علي .

فقد روي عن الرسول الأعظم أنه قال لعلي : « أنت إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، وقائد العز المحجلين، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين، وسيد الوصيين، ووصي سيد النبيين».

وقال أيضاً في الإمام علي : « إمام المسلمين، وأمير المؤمنين، ومولاهم بعدي علي بن أبي طالب».

ولفت سماحته إلى كثرة الأحاديث الواردة عن النبي الأكرم في حق أمير المؤمنين ومقامه وفضله؛ كإشارته إلى أن الإمام علياً هو نفس النبي، فقد روى عمرو بن العاص قال: لما قدمت من غزوة ذات السلاسل وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول الله مني فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ فذكر أناساً، قلت: يا رسول الله، فأين علي؟ فالتفت النبي إلى أصحابه، فقال: « إن هذا يسألني عن النفس».

 وقوله أنه والإمام علي من شجرة واحدة حيث قال ما نصه: «  أنا وعلي من شجرة واحدة، والناس من أشجار شتى».

وأشار سماحته إلى أن علامة المنافق بغض علي ، وأن حبه إيمان وتقوى، وبغضه نفاق ومعصية كما ورد في العديد من الروايات؛ فقد قال علي : «  والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إليّ ألا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق».

وروى المساور الحميري عن اُمّه قالت: دخلت على اُمّ سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله يقول: «  لا يجب علياً منافق، ولا يبغضه مؤمن».

وأصبح من الشائع بين الصحابة معرفة المؤمن بحب الإمام علي، والمنافق ببغضه له، يقول الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب .

وقال الصحابي المعروف جابر بن عبدالله الأنصاري: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب .

وشدد سماحته على أن ما وقع في طول التاريخ الإسلامي وما وقع في وقتنا المعاصر من احتقان طائفي ومذهبي يعود في الأصل إلى الاختلاف بين المسلمين وانقسامهم إلى قسمين حول فضية الغدير، ولو التزم المسلمون بوصية الرسول الأعظم لما وقع ببين المسلمين ما وقع بينهم، من أحداث ومآسٍ تاريخية كثيرة، وباقي الأسباب مجرد تفريعات عن هذا الأصل.

 ودعا سماحته الجميع إلى الالتزام بنهج ومنهاج الإمام علي قولاً وفعلاً وسلوكاً، والسير على نهجه، والالتزام بأوامر الشرع المقدس، والابتعاد عن المعاصي والذنوب والموبقات.

وفي نهاية الحفل كرمت إدارة  مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف مجموعة من رواد المسجد منذ افتتاحه في ليلة الغدير عام 1430هـ، ومن المشرفين على لجنة السلامة في المسجد حيث قدم سماحة الشيخ عبدالله اليوسف لهم الهدايا التكريمية لهم.

تكريم ليلة الغدير 1436هـ
تكريم الأخ علي مهدي البوري من قبل إدارة مسجد الرسول الأعظم بالحلة في ليلة الغدير 1436هـ
تكريم في ليلة الغدير
تكريم الأخ حسن الحمالي من إدارة مسجد الرسول الأعظم بالحلة في ليلة الغدير 18/12/1436هـ
تكريم في ليلة الغدير 1436هـ
تكريم الأخ مصطفى المتروك من إدارة مسجد الرسول الأعظم بالحلة في ليلة الغدير 1436هـ


 

اضف هذا الموضوع الى: