داعياً الشباب للقيام بمبادرات تطوعية جديدة
الشيخ اليوسف: المجتمع القطيفي يزخر بالطاقات الشبابية المعطاءة
سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء خطبته (أرشيف)
سماحة الشيخ د. عبدالله اليوسف أثناء إلقاء خطبته (أرشيف)

قال  سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 9 محرم الحرام 1437هـ الموافق 23 أكتوبر 2015م  إن المجتمع القطيفي يزخر بالطاقات والكفاءات الشبابية في مختلف المجالات العلمية والعملية، وأن استعدادهم للعطاء العلمي والمعرفي والعملي في خدمة المجتمع والأمة مبعث فخر واعتزاز الجميع.

وأضاف سماحته قائلاً:  إن ما يقوم به الشباب من مساهمات فعالة في الأنشطة والفعاليات العاشورائية في مختلف الأبعاد والجوانب تبرز جانباً مهماً من العطاء والإبداع في القضية الحسينية؛ والتي وصلت لأكثر من ألف فعالية في القطيف من قبيل: المواكب الحسينية، والمسرح والتمثيل، والفن التشكيلي، المحاضرات الدينية والثقافية، وإقامة المضائف الغدائية والثقافية، لهو أكبر دليل على مدى حب الشباب لأهل البيت الأطهار الذين هم سفن النجاة.

ولفت سماحة الشيخ اليوسف إلى أهمية تقنين  المضائف الغدائية حتى لا يصل الأمر إلى حد الإسراف والتبذير في الطعام، والاهتمام أكثر بتعميم المضائف الثقافية التي تغدي العقل، وتزيد الوعي، فكما أن المضائف الغدائية تنمي الأجسام، فإن المضائف الثقافية تنمي العقول.

ودعا سماحته الشباب إلى القيام بمبادرات تطوعية جديدة تلبي الحاجات الجديدة والفعلية من أجل خدمة المجتمع وتطويره، وأن كل شاب وشاية يمكنه المساهمة إيجابياً في ذلك بما يستطيع من أنواع المشاركة والمساهمة في الأعمال التطوعية، وأن أفضل أيام العطاء هي مرحلة الشباب، حيث الصحة والقوة والعنفوان والنشاط. 

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن القرآن الكريم قد تحدث عن نماذج رائعة للشباب المؤمن، وعرف قصصهم بأسلوب التصوير البياني الرائع، فقد أشار القرآن الحكيم إلى قصة إسماعيل واستعداده للتضحية في سبيل الله تعالى، كما أشار إلى قصة إبراهيم عندما كان شاباً يافعاً في مواجهة الأصنام والدعوة إلى توحيد الله تعالى.

 كما عرض قصة نبي الله يوسف وكيف استطاع مقاومة فتنة النساء وتفضيله السجن على إشباع الغرائز والشهوات. كما تحدث عن قصة فتية الكهف وكيف حافظوا على إيمانهم في مواجهة مجتمع منحرف.

وعندما يتحدث القرآن الكريم عن نماذج مؤمنة للشباب، وبأسلوب القصة المؤثر يريد أن يبعث برسالة للشباب في كل عصر ومصر إلى أهمية الثبات على القيم والمبادئ، والتضحية من أجل قيم العدل والحق.

ودعا سماحته الشباب إلى الاقتداء بالقدوات الحسنة للشباب كأمثال علي الأكبر والقاسم بن الحسن وغيرهما من شباب كربلاء، فعلي الأكبر كان شاباً في مقتبل العمر، آية في الجمال والكمال، وقمة في الطهارة المعنوية، كان أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسول الله ، وكان أهل البيت عندما يشتاقون للرسول الأكرم ينظرون إليه، كان يقول لأبيه: ما دمنا على الحق فوالله لا نبالي بالموت أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا، استشهد في كربلاء بعدما بارز الأعداء بشجاعة وبسالة وبطولة بني هاشم، فقتل منهم من قتل، حتى خرّ شهيداً في المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، فهنيئاً له الشهادة مع أبيه الإمام الحسين .  

وتابع قائلاً: أما القاسم بن الحسن فكان غلاماً يافعاً ووجهه كشقة قمر من حسن جماله وكماله، فضل الموت مع عمه الإمام الحسين على العيش بذل وهوان، قاتل الأعداء بقوة وبسالة. مضى لربه شهيداً مضرجاً بدمائه وبقي اسمه مخلداً مع شهداء كربلاء ونال وسام الشهادة بجدارة.

وترحم سماحته على شهداء سيهات والدمام والقديح والدالوة وكل الشهداء الذين سقطوا بفعل الأعمال الإرهابية الجبانة، فهؤلاء الشهداء كانوا يسيرون على نهج الإمام الحسين ويقتدون بشباب كربلاء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن الدين والقيم، فنالوا وسام الشهادة وهم في المساجد والحسينيات يذكرون الله تعالى، ويتقربون إليه عز وجل وللرسول الأعظم  بحبهم لأهل البيت الأطهار.            
  
وشدد سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الإمام الحسين قد ضحى من أجل إصلاح الأمة، (( إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) فهو ليس لطائفة دون أخرى، ولا لفئة دون فئة، وإنما هو ابن بنت رسول الله وريحانته، وقرة عينه، ومن أحبه فقد أحب الرسول ، فقد أورد الترمذي في سننه، وغيره من المحدثين: (( حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط ))  فمحبة الإمام الحسين امتداد لمحبة ومودة الرسول الأعظم .

وفي الختام دعا سماحته الشباب إلى السير على نهج الإمام الحسين في كل حين ووقت، بأن نتخلق بأخلاقه، ونتأدب بآدابه، والتي هي أخلاق وآداب الإسلام الحنيف، وأن نتعلم من شباب كربلاء قيم الإيثار والوفاء والتضحية والبذل والعطاء.
      

اضف هذا الموضوع الى: