مؤكداً على أن البشاشة مفتاح القلوب وفخ المودة ورسالة المحبة
الشيخ اليوسف: ابتسموا أيها المسلمون وعليكم بالبشاشة وطلاقة الوجه!
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 10 جمادى الأولى 1437هـ الموافق 19 فبراير 2016م عن ضرورة التحلي بصفة أخلاقية حميدة وهي البشاشة والابتسامة وطلاقة الوجه وحسن البشر وروعة الاستهلال وحفاوة الترحيب، والتي تظهر آثارها من خلال ملامح وقسمات الوجه، وجمال الابساط والحفاوة عند اللقاء بالآخرين؛ وهي مفتاح القلوب وفخ المودة ورسالة المحبة.

وأضاف سماحته قائلاً: إن البشاشة من الأسس المهمة في تكوين الصداقات الناجحة، وبناء العلاقات الاجتماعية العامة، وفي نجاح الحياة الزوجية، بل وفي كل علاقة إنسانية قوية وناجحة.

وقال سماحته إن الرسول الأكرم قد حثّ على التحلي بصفة البشاشة، وأن يلقى المسلم أخاه المسلم بطلاقة الوجه، وحسن البشر، فقد قال رسول الله : «  يا بني عبد المطلب، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر». وقال رسول الله : «  كل معروف صدقة، وإنّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق»  وقوله أيضاً: « لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ».

واعتبر سماحته أن البشاشة مفتاح القلوب، والطريق الأقصر نحو كسب محبة الآخرين ومودتهم، يقول أمير المؤمنين : « البشاشة فخ المودة »  فكما أن صيد الطيور يحتاج إلى فخ، فإن صيد القلوب يحتاج إلى فخ وهو البشاشة!

وبيّن سماحته أن رسول الله قد استطاع أن يكسب حتى أصحاب القلوب الشديدة الإقفال بحسن بشاشته، وطلاقة وجهه، وابتسامته الصادقة. يقول عبدالله بن الحارث بن حزم: «  ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول اللَّه ». فليكن رسول الله قدوتنا وأسوتنا في كل شيء، ومنها حسن البشر، والبشاشة والابتسامة في تعاملنا مع الناس؛ فلا يمكن أن نؤثر في الآخرين إلا من خلال الأخلاق الحسنة، وحفاوة الاستقبال، والتعود على البشاشة، وطلاقة الوجه وانبساطه.

وأبدى سماحته أسفه الشديد لأن بعض المسلمين قد تركوا هذه الصفة الجميلة التي حثّ عليها الإسلام، حيث يستقبلون بعضهم البعض بعبوس الوجه وتجهمه لاختلافهم مع الآخرين في المذهب أو الفكر أو الرأي!

وتابع بالقول أنه يجب ألا تقتصر الابتسامة على فئة دون أخرى، أو أتباع مذهب دون آخر، أو دين دون دين، بل يجب أن نوزع ابتسامتنا على الجميع، ولتكن رسالة محبة ومودة لكسب الآخرين وجذبهم لما نراه صحيحاً، ونعتقد بصوابته وأحقيته، فلا شيء كالبشاشة والابتسامة قادرة على إيصال صورة حسنة عنا، وعما نحمله من أفكار وآراء.
     
وأوضح سماحة الشيخ اليوسف أن من أبرز عوامل نجاح السياحة في أي مجتمع البشاشة والابتسامة التي يتلقاها السائحون أينما حلوا وارتحلوا في المجتمعات والمواقع السياحية؛ ولذلك نجد أن أي بلد أو مجتمع ناجح سياحياً لابد وأن يتصف أهله بالبشاشة والابتسامة وحسن الاستقبال والرقي في التعامل.

وذكر سماحته أنه نظراً لأهمية البشاشة والابتسامة في صناعة النجاح نجد أن الشركات والمؤسسات التجارية والسياحية في العالم تهتم كثيراً بتدريب موظفيها على البشاشة والابتسامة لجذب الزبائن والسواح والمتسوقين، وإلا فإن الفشل سيكون حليفهم.

ونقل سماحته قصة جميلة عن دور الابتسامة في زيادة التسويق والبيع؛ بينما تجهم الوجه وعبوسه يؤدي إلى تقلص المبيعات، ونفور الزبائن والمتسوقين.

إذ طلب عمّال أحد المحلات التجارية الكبيرة في باريس رفع أجورهم، فرفض ذلك صاحب العمل وأصرّ، فما كان من عمّاله إلاّ أن اتفقوا على أن لا يبتسموا للزبائن كردّ على صاحب المحل! وقد أدى ذلك إلى انخفاض دخل المحل في الأسبوع الأول حوالي 60% عن متوسط دخله في الأسابيع السابقة.

لقد قال أهل الصين حكمة رائعة تقول: « إنّ الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتتح متجراً!».

وعلق سماحته على ذلك بالقول: « إنّ الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا يستطيع أن يفتح قلباً واحداً!». فالابتسامة الدافئة والصادقة هي إحدى أسرار النجاح، فهي مفتاح القلوب، وهي رمز المحبة والمودّة!

ودعا سماحة الشيخ اليوسف في نهاية الخطبة إلى ضرورة اكتساب العادات الحسنة والصفات الحميدة كالبشاشة والابتسامة في وجوه الآخرين، وأن ذلك بحاجة إلى تعود حتى تتحول إلى ملكة وعادة وطبيعة عند الإنسان، فإن لم تكن كذلك فعود نفسك على التجمل بهذه الصفة الأخلاقية الجميلة.

وذكّر سماحته بأن الابتسامة صدقة، فقد روي عن رسول الله قوله: « وتبسمك في وجه أخيك صدقة»  فالابتسامة -بالإضافة إلى أنها تبعث بمشاعر إيجابية تجاه الآخرين- فإن فيها أجراً وثواباً، فقد ورد  عن أبي عبدالله أنه قال: « ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة: الانفاق من إقتار، والبشر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه »  بينما عبوس الوجه وتجهمه منهي عنه، فقد روي عن رسول الله قوله: « إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه»  لأنها من ذمائم الأخلاق، وتبعث بمشاعر سلبية تجاه المؤمنين، وتزرع الأحقاد والضغائن بينهم.

وشدد سماحته على أنه يجب أن نتعامل مع بعضنا البعض بشاشة وابتسامة، وخصوصاً الأقربون إلينا كالأهل والعائلة والأرحام والأقارب والجيران، وأبناء الحي، وزملاء العمل وغيرهم.

 

اضف هذا الموضوع الى: