مؤكداً على أن الدعاء للوالدين من صور البر بهما والإحسان إليهما
الشيخ اليوسف: اطرقوا باب الدعاء فإنه باب من أبواب رحمة الله تعالى بعباده
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 24 جمادى الأولى 1437هـ الموافق 4 مارس 2016م عن فضل وشرف ومكانة الدعاء، وأثره الفعال في قضاء الحوائج وتحقيق الغابات في الدنيا والآخرة، وعن آداب وشروط الدعاء وموانع الاستجابة.

وأكد سماحته على أنه كما يصح الدعاء في الأمور الفردية والقضايا الخاصة يصح أيضاً في الأمور الاجتماعية والقضايا العامة، فإذا ألمت بالمجتمع كارثة أو بلية أو مصيبة فعليه الالتجاء بالدعاء إلى الله تعالى، حتى يرفع الله عنه ما حلّ به من ابتلاء وبلاء ومكروه.

وقال سماحته: من المهم الاستفادة القصوى من قراءة الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت الأطهار، وذلك من خلال فهم معانيها، واستنطاق مضامينها ومفاهيمها، والتعمق في دلالاتها المعنوية والتربوية والأخلاقية.

وأوضح سماحته أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالدعاء وطلب الحاجات منه في مواطن كثيرة في القرآن الكريم، فقال عز وجل في كتابه المجيد ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  وقال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .

وأكد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على  أن من صور الإحسان للوالدين والبر بهما الدعاء لهما، سواء في حياتهما أم بعد مماتهما؛ ومن أجمل الأدعية في هذا الجانب وأروعها دعاء الإمام السجاد لوالديه فلنداوم على قراءته!        
         
وبيّن سماحته فضل الدعاء ومكانته حيث وردت أخبار وروايات متكاثرة ومستفيضة، بل ومتواترة تؤكد كلها على شرف وفضيلة الدعاء، وأثره الفعال  في تزكية النفس وتهذيب السلوك.

فقد روي عن رسول الله قوله: ((الدعاء مخ العبادة))  وقوله : ((الدعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض )) . وقوله : ((ليس شيء أكرم على الله من الدعاء))  وقال الإمام الصادق : ((عليك بالدعاء فإنه شفاء من كل داء)).

وقد روى معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبدالله : جعلني الله فداك، ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعاً، كان أحدهما أكثر صلاة، والاخر دعاء، فأيهما أفضل؟

قال: كل حسن.

قلت: قد علمت، ولكن أيهما أفضل؟ 

قال: أكثرهما دعاء. أما تسمع قول الله تعالى ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  إلى آخر الآية.

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الدعاء صلة بين الإنسان وخالقه، ومن خلاله يناجي العبد ربه طالباً منه العفو والصفح عن أخطائه وعثراته وذنوبه. والله عز وجل رحيم بعباده، فالدعاء باب من أبواب رحمة الله تعالى بعباده.

وتاع سماحته بالقول: إن الدعاء ينمي الرصيد الروحي عند الإنسان، فالدعاء له أثر كبير في تنمية الجانب الروحي والمعنوي، خصوصاً إذا ما داوم الإنسان على قراءة الأدعية المأثورة الواردة عن أئمة أهل البيت ، حيث تشتمل أدعيتهم على التذلل والخشوع والخضوع والتسليم لله تعالى.

وشدد سماحته على أن الدعاء عبارة عن برنامج عملي وسلوكي لتهذيب النفس، وتعديل الميول، وتخليص النفس من الرذائل، وتنمية الفضائل، والتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسنها.

وذكر سماحته بعض آداب وشروط استجابة الدعاء مثل: أن يكون الدعاء عن إخلاص كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ . وأن يكون الدعاء عن تضرع وفي الخفاء كما في قوله تعالى: ﴿ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً  وأن يكون الدعاء عن خوف وطمع كما في قوله تعالى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً.

ولفت سماحته إلى ضرورة ترصد الأوقات الشريفة للدعاء، وإن كان الدعاء في كل وقت وزمان مطلوب وراجح في نفسه، ولكن هناك بعض الأوقات أكثر استحباباً وتوكيداً لاستجابة الدعاء كيوم الجمعة، ويوم عرفة، وليلة القدر، وعند نزول الغيث، وعند الصلوات، وفي وقت السحر ... قال أمير المؤمنين : ((اغتنموا الدعاء عند أربع: عند قراءة القرآن، وعند الاذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفين للشهادة )).

وختم سماحة الشيخ اليوسف خطبة الجمعة بذكر موانع استجابة الدعاء مثل: ارتكاب المحرمات والموبقات، وأكل الحرام، وعدم حضور القلب، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر....وغيرها.

 

 


 

 

اضف هذا الموضوع الى: