مشدداً على عدم جواز تفسير القرآن وفق الأهواء والأمزجة الشخصية
الشيخ اليوسف: كان للإمام الباقر عناية كبيرة ومتميزة بتفسير القرآن الكريم
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 7 ذي الحجة 1437هـ الموافق 9 سبتمبر  2016م عن خصائص وسمات ومميزات تفسير الإمام الباقر ، وهذه الخصائص في التفسير تمثل منهج أئمة أهل البيت في تفسير القرآن الكريم.

وأضاف سماحته قائلاً: لقد أسهم الإمام الباقر إسهاماً كبيراً في تفسير القرآن الكريم، وبيان أسرار آياته ودقائق معانيه، متبعاً في ذلك تفسير القرآن بالقرآن، وبما صح من السنة النبوية، وكان يعترض بشدة على أهل الرأي والاستحسان ممن يفسرون القرآن الكريم بأهوائهم وأمزجتهم بعيداً عن المنهج العلمي الرصين.

وتابع سماحته بالقول: لم يكتفِ الإمام الباقر بذلك؛ بل كان يوضح للأمة التفسير الصحيح للقرآن الكريم، فكان يخصص جزءاً من وقته لتفسير القرآن الكريم وبيان غوامضه وأسراره وإعجازه وبلاغته.

وأكد سماحته على أن ما نقل عن الإمام  الباقر في تفسيره للكثير من الآيات الشريفة تدل دلالة واضحة على اهتمام الإمام وعنايته الكبيرة بتفسير القرآن الكريم وتأويله، يقول تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ وقد أشارت الكثير من الروايات إلى أن الراسخين في العلم هم أئمة أهل البيت الأطهار .

وأوضح سماحة الشيخ اليوسف خصائص ومميزات التفسير عند الإمام الباقر والتي لحصها في أربع نقاط، وأولها: تفسير القرآن بالقرآن؛ إذا أن من الخصائص والمميزات المهمة لتفسير الإمام الباقر تفسير القرآن بالقرآن، وذلك من خلال جمع الآيات الشريفة إلى نظائرها، وضم بعضها إلى بعض بما يؤدي إلى فهم الآيات بصورة دقيقة وشاملة، ونظراً لعناية الإمام بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوة، فقد كان يستحضر الآيات، ويفسر بعضها ببعض، حتى أصبحت هذه الخصيصة واضحة في منهجه العلمي في التفسير.

ثم تطرق سماحة الشيخ عبدالله اليوسف إلى الميزة الثانية وهي عملية المزج بين الكلمة المفردة والسياق العام بما يؤدي إلى فهم المراد من الآيات الشريفة بصورة عميقة ودقيقة.

ثم بيّن سماحته الميزة الثالثة من مميزات التفسير عند الإمام الباقر وهي التركيز على بيان آيات العقائد، حيث ركز الإمام في تفسيره على بيان آيات العقائد، وشرح المقصود منه، مثل: بدء الخلق، وأخذ الميثاق، واليوم الآخر، وتفسير آيات التوحيد، وما يرتبط بالنبوة والوحي، والفرق بين النبي والرسول، وعصمة الأنبياء وعلمهم، وبيان آيات الإمامة والشفاعة وغيرها من آيات العقائد.

وأوضح سماحته الميزة الرابعة وهي استنباط الأحكام الشرعية من آيات الأحكام، حيث اهتم الإمام الباقر ببيان الأحكام الشرعية استناداً على تفسير آيات الأحكام، والتي قدرها العلماء بخمس مئة آية شريفة، وقد كان الإمام الباقر يعتمد في بيانه للمسائل الفقهية على القرآن الكريم كمصدر أول للتشريع، وعندما نراجع الأبواب الفقهية يكاد لا يخلو أي باب منها من رأي أو قول للإمام الباقر مع استدلاله بآيات القرآن الحكيم.

وختم سماحته الخطبة بإيضاح أن الفقهاء قد استفادوا من تفسير الإمام الباقر   لكثير من الآيات الشريفة في استنباطهم للأحكام الشرعية اعتماداً على ما فسره لآيات الأحكام الشرعية.

ودعا سماحته الأجيال المعاصرة للاستفادة مما ورد عن أئمة أهل البيت من روايات وأحاديث صحيحة ومعتبرة في تفسير القرآن الكريم وتأويله، وعدم جواز تفسير الآيات القرآنية وفق الأهواء والأمزجة الشخصية.

اضف هذا الموضوع الى: