مؤكداً على أن للأضحية دلالات دينية واجتماعية
الشيخ اليوسف: الإسلام أسس وأرسى قاعدة الأخوة الإسلامية بين المسلمين
سماحة الشيخ عبداللله اليوسف متحدثاً للمصلين
سماحة الشيخ عبداللله اليوسف متحدثاً للمصلين

قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة عيد الأضحى 10ذو الحجة 1437هـ الموافق 12 سبتمبر 2016م أن الإسلام أسس وأرسى قاعدة هامة بين المسلمين وهي قاعدة (الأخوة  الإسلامية) التي نصّ القرآن الكريم عليها في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.

وأضاف سماحته قائلاً: أن الأخوة الإسلامية هي أهم أساس من أسس البناء الاجتماعي، فلا تقدم ولا ازدهار من دون أخوة إسلامية بين جميع المسلمين، معتبراً أن العمل بقاعدة الأخوة بين المسلمين تذيب الكثير من الحساسيات والتمايزات والاعتبارات العنصرية والقبلية والعشائرية والعرقية التي أوجدها الجهل، والتخلف، والبعد عن قيم الإسلام.

وأوضح سماحته أنه في المفهوم القرآني يعتبر كل مسلم متساوٍ مع جميع المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم، بلا فرق بين مسلم وآخر؛ فالإسلام لا يقر بالتمايز القائم على أساس الاختلاف في اللغة أو اللون أو العرق أو الجنس.. بل إن الجميع متساوون أمام القانون الإسلامي.

وأشار سماحة الشيخ اليوسف إلى أن أول عمل قام به رسول الله في المدينة المنورة عندما هاجر إليها هي المؤاخاة بين الهاجرين والأنصار، وقد آخى رسول الله بينه وبين الإمام علي .

 وبيّن سماحته أن الروايات الواردة عن النبي وأهل بيته مستفيضة إن لم تكن متواترة في الأمر بالحفاظ على روابط الأخوة بين المسلمين، وقد ورد في رواية طويلة عن النبي بين فيها أن حقوق الأخوة الإسلامية تبلغ ثلاثين حقاً، والتي نصها:

«للمسلم على أخيه ثلاثون حقاً لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو: يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضى حاجته، ويشفع مسألته، ويسمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويبر إنعامه، ويصدق أقسامه، ويوالي وليه ( ولا يعاد )، وينصره ظالماً ومظلوماً، فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه. ثم قال : سمعت رسول الله يقول: إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له وعليه». 

وعن الإمام الصادق قال: خطب رسول الله الناس بمنى في حجة الوداع في مسجد الخيف فحمد الله وأثنى عليه...إلى أن قال: «المسلمون إخوة، تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم».

وعن الإمام الصادق قال: «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده».

ولفت سماحة الشيخ اليوسف إلى أن الأخوة في الله من أقوى الأواصر والروابط بين الناس لأنها تقوم على رابطة الدين.

وفي الخطبة الأولى اشار سماحة الشيخ عبد الله اليوسف إلى سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم، حيث يرتبط هذا العيد بقصة الأضحية التي ذبحت فداء عن إسماعيل ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، فأصبحت ذبح الأضحية في يوم العيد من واجبات الحج، حيث تذبح سنوياً مئات الآلاف من الذبائح تخليداً لحادثة تاريخية سجلها القرآن الكريم بين دفتيه.


وأوضح سماحته أن ذبح الأضحية لغير الحجاج مستحبة، وينبغي الحفاظ على هذه السنة، حيث لوحظ في السنوات الأخيرة قلة الاهتمام بهذا العمل المستحب.

وأكد سماحته على أنه كما للصدقة تأثير في دفع الضرر، كذلك للأضحية (ذبح الحيوان) تأثير في دفع بعض أنواع الضرر، فالأضحية لها دلالات دينية واجتماعية مهمة، وقد ورد في الروايات استحباب الوليمة في عدة موارد؛ فعن أبي الحسن أن رسول الله قال: «لا وليمة إلا في خمس: في عرس، أو خرس أو عذار، أو وكار أو ركاز، فالعرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الرجل يشترى الدار، والركاز الرجل يقدم من مكة».

ودعا سماحة الشيخ اليوسف المؤمنين للحفاظ على هذا العمل المستحب وهي ذبح الأضحية في عيد الأضحى لمن لم يكن من الحجاج، وإلا فهي واجبة على كل حاج، وتوزيع بعضها على الفقراء والمساكين، ودعوة الأرحام والأقارب لتناول الأضحية، وبذلك يتحقق الهدف منها وهي مساعدة الفقراء في يوم العيد من جهة، وتقوية الأواصر العائلية بين الأرحام والأقارب من جهة أخرى.

سماحة الشيخ عبدالله اليوسف خطيباً سماحة الشيخ اليوسف يلقي خطبة العيد 1437هـ
صلاة عيد الأضحى 1437هـ صلاة الأضحى في المسجد 1437هـ
صلاة عيد الأضحى 1437هـ بمسجد الرسول الأعظم بالحلة جانب من المصلين في صلاة عيد الأضحى 1437هـ
جانب من الحضور في صلاة عيد الأضحى 1437هـ صلاة عيد الأضحى 1437هـ
اضف هذا الموضوع الى: