مشدداً على أن إيذاء الجار ينافي حقيقة الإيمان والتدين
الشيخ اليوسف: أولى الإسلام أهمية عظيمة لحقوق الجيران ورعايتهم
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي خطبته للمصلين (أرشيف)

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 11 جمادى الآخر 1438هـ الموافق 10 مارس 2017م عن حقوق الجار في الإسلام، ووجوب حسن الجوار، ورعاية الجيران، وتفقد أحوالهم وشؤونهم وقضاياهم.

وأشار سماحته إلى أهم حقوق الجار على جاره، وذكر منها: حسن المجاورة، والإحسان إلى الجار، وتفقد أحواله، ومشاركته في أفراحه وأتراحه، والدعاء له، واستجابة دعوته، وكف الأذى والإساءة عنه.

وأضاف قائلاً: إن من أهم القواعد الاجتماعية التي أرساها الإسلام هو وجوب الحفاظ على حقوق الجار، وذلك انطلاقاً من أن للجار حقوقاً على جاره، وهي حقوق متبادلة، يجب احترامها، والقيام بها، ولا يصح أبداً التهاون فيها، أو الاستخفاف بها.

وتابع سماحته بالقول: إن إكرام الجار واحترام حقوقه يوثق العلاقات بين الجيران، ويزيد من التضامن والتآلف والتعاضد والتراحم بين الجار وجاره؛ في حين أن الإساءة للجار والتفريط بحقوقه يؤدي إلى التباغض والتعادي والتناحر بين الجيران، وهو ما ينعكس سلباً على بنية المجتمع وتماسكه.

وأوضح سماحته  أن تعاليم الإسلام تحث على ضرورة احترام الجار وإكرامه والإحسان إليه، كقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ، حيث توضح هذه الآية الشريفة إن الإحسان إلى الجار يأتي بعد الإحسان إلى الوالدين والأقارب، مما يدل على أهمية وضرورة الإحسان إلى الجار، لأن ذلك يشكل دعامة هامة من دعائم بناء المجتمع المتماسك والمتعاون والمتكافل والمتكامل.

وذكر سماحته أنه قد وردت في السنة الشريفة مجموعة كبيرة من الأحاديث والروايات التي تؤكد على رعاية الجار، والإحسان إليه، وحفظ حقوقه، ومنها ما روي عن رسول الله حيث قال: « ما زالَ جبرئيلُ يُوصِيني بالجارِ حتّى‏ ظَنَنتُ أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ »، وقال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: ‏- عندَ وفاتهِ -: « اللَّهَ اللَّهَ في جِيرانِكُم فإنَّهُم وَصيَّةُ نَبيِّكُم، ما زالَ يُوصي بِهِمْ حتّى‏ ظَنَنّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُم».

وبيّن سماحته أن من الواجب على كل إنسان مسلم أن يُحسن إلى جيرانه، وأن يقوم بأداء ما عليه من حقوق تجاههم، وألا يعمل أي عمل يؤدي إلى الإساءة إلى جيرانه، فحسن الجوار في الإسلام يعني أداء الحقوق كاملة إلى الجيران.. هذا من جانب، ومن جانب آخر عدم الإساءة إليهم سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل.

وأبدى سماحة الشيخ اليوسف أسفه لما نراه في عصرنا من قبل بعض الناس الذين لا يعرفون حقوق الجار، وإذا عرفوا تلك الحقوق لم يقوموا بأدائها.

واعتبر سماحته أن الإساءة إلى الجيران، وجلب الأذى إليهم، أمر محرم شرعاً، ومخالف لحقيقة الإيمان الكامل.

وانتقد سماحته ما يقوم به البعض من إغلاق الشوارع العامة التي أمام بيوتهم وكأنها أصبحت ملكاً خاصاً لهم؛ في حين أن الشوارع العامة ملك للجميع، ولا يحق لأحد إغلاقها، فصاحب البيت المطل على أي شارع لا يملكه حتى يغلقه بسيارته أو أنقاض بيته، ويسيء بذلك إلى حق الجيران الآخرين وغيرهم من المارة في الاستفادة من الشارع العام.

وختم سماحته الخطبة بالدعوة إلى الالتزام قولاً وفعلاً برعاية الجار، والحفاظ على حقوق الجيران التي أوصى بها الإسلام الحنيف، وتجنب إيذاء الجار لأنه مخالف لتعاليم ووصايا الإسلام، ولا يتفق مع روح الإيمان والتدين الحقيقي.

اضف هذا الموضوع الى: