يتناول هذا البحث المنشور في مجلة تراث كربلاء (وهي مجلة فصلية محكّمة تعنى بالتراث الكربلائي) والموسوم بـ ( الإمام الحسين ومبدأ العدالة الاجتماعية) أحد دوافع الثورة الحسينية وهو العمل من أجل تحقيق العدل وبناء العدالة الاجتماعية، ورفض الظلم والفساد، والتصدي للظالمين والمفسدين في الأرض.
إن الله سبحانه وتعالى قد أمر بإقامة العدل والإحسان ونهى عن الظلم والجور والطغيان، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ لأنه بالعدل تحفظ الأرواح، وتصان الحقوق الخاصة و العامة، ويساوى ين الناس في الفرص، ويصبح الجميع أمام القانون سواء.
وبالظلم تنتهك الحقوق، وتسفك الدماء، ويظلم الضعفاء، وتسليب الحريات، وتهتك الأعراض والأموال والأنفس.
إذ يعد الظلم من أخطر الآفات الاجتماعية والسياسية التي تهدد أي مجتمع بالزوال والانهيار والدمار، وانعدام الأمن والسلام الاجتماعي، وغياب الاستقرار السياسي، وتضاعف المشاكل وتراكمها.
وما ساد الظلم الاجتماعي في مجتمع من المجتمعات الإنسانية إلا أدى إلى تدمير ذلك المجتمع حضارياً، كما أشار القرآن المجيد إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾.
ويحذر الرسول الأعظم من ممارسة الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة، فقد روي عنه أنه قال: «اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة» وقال الإمام علي: «الظلم في الدنيا بوار، وفي الآخرة دمار».
وكل هذا التحذير من الظلم، وتشديد العقوبة على الظالمين، وتهديدهم بأن مصيرهم سيكون الخلود في النار؛ وذلك لأن الظلم من أقبح الأمور، وأعظم المعاصي، وأكبر المعاول لهدم المجتمع، و أكبر انتهاك لحقوق الناس المعنوية والمادية.
ولقبح الظلم وخطورته فقد تكررت كلمة ( الظلم ) ومشتقاتها في القرآن الكريم 154 مرة مما يدل على النهي الشديد من ممارسة الظلم، لما له من آثار وخيمة على الاجتماع البشري، ولما يتركه من تداعيات ومفاعيل خطيرة في البناء الاجتماعي للأمة.
ولذلك عندما رأى الإمام الحسين اتباع يزيد والحكم الأموي سياسة الظلم والجور والطغيان، وغياب العدل والعدالة الاجتماعية، وانتشار المفاسد والمظالم، أعلن ثورته الكبرى ضد الظلم والطغيان والظالمين، ومن أجل تحقيق العدل والعدالة الاجتماعية، وإصلاح حال الأمة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد ركزت هذه الدراسة المختصرة على مبدأ العدل في الرؤية الإسلامية لأنه يعد محوراً لكل شيء، وعليه ترتكز فلسفة التشريع، وحكمة التكوين، وبناء المجتمع، وحفظ الحقوق، وتعميق المبادئ الأخلاقية.
والعدل لا يقتصر على جانب دون آخر؛ بل هو مطلوب في كل المجالات والحقول، إذ يجب أن يعم العدل في كل شيء، في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربية والحقوق، وبدونه لا يمكن أن ينعم المجتمع بالسعادة والأمن والاستقرار.
وتطرقت هذه الدراسة إلى دور الإمام الحسين ونهضته المباركة في إعلاء قيمة العدل ومبدأ العدالة الاجتماعية في الحكم والإدارة، ورفض الظلم والطغيان والفساد بمختلف صوره وأشكاله.
فالعدل هو محور كل شيء، وهو أساس تحقيق السعادة والرفاء والتقدم، وهو الذي يحافظ على التوازن الاجتماعي، فما طبق العدل في مجتمع من المجتمعات الإنسانية إلا وتحقق له الخير والرخاء والأمن والاستقرار الاجتماعي، لذلك كله أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.
فالإمام الحسين ( ع ) إنما ثار ونهض واستشهد مع أهل بيته وخيرة أصحابه من أجل تحقيق العدل الاجتماعي، ومقاومة الظلم والظالمين، ومحاربة الفساد والمفسدين.
وشملت هذه الدراسة المحاور التالية:
1- مفتتح تمهيدي.
2- العدل في القرآن الكريم.
3- في معنى العدل.
4- في معنى الظلم.
5- أنواع الظلم.
6- العدل في السنة الشريفة.
7- مفهوم العدالة الاجتماعية.
8- الإمام الحسين وتحقيق العدالة الاجتماعية.
9- ألا ترون أن الحق لا يعمل به؟!
10- الإمام الحسين ومواجهة الظلم والفساد.
11- الإمام الحسين والتصدي للظلم.
12- مواجهة الظلم.
13- الخاتمة.
لقراءة الدراسة كاملة انقر على الرابط التالي:
https://karbalaheritage.alkafeel.net/uploads/2c1d7169a14d8b6d7e97c584b3a205c0.pdf