الإمام الحسين (ع) ضرب أروع الأمثلة في الإحسان إلى المسيئين
الشيخ اليوسف: تصنيف مكونات المجتمع يؤدي إلى تقسيمه وتفككه
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء الخطبة

أكد سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة غرة شعبان 1438هـ الموافق 28 إبريل 2017م على أهمية فضيلة الإحسان إلى الناس باعتبارها فضيلة أخلاقية رائعة ونبيلة، وأنها من فضائل الأعمال، ومكارم الأخلاق.

وأشار سماحته إلى أن للإحسان صوراً ومصاديق متعددة، إذ لا يقتصر معناه على معاونة الغني للفقير من ماله، وإنما له معان واسعة وعميقة، لأن معنى الإحسان في اللغة الإتقان، وهو ضد الإساءة.

وأضاف سماحته قائلاً: إن أرقى أنواع الإحسان هو دفع الإساءة بالإحسان والسيئة بالحسنة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ وقوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ودفع الإساءة بالإحسان لا تصدر إلا من أهل الصلاح والإيمان والأخلاق.

وأشار سماحته إلى أن الله عز وجل قد أوضح في كتابه المجيد أن الإحسان إلى المسيء قد يحوله من عدو إلى صديق، كما في قوله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ   فالإحسان إلى المسيئين له نتائج عظيمة، حيث يستطيع المحسن أن يحول أعداءه إلى أصدقاء حميمين، وبذلك يمكن أيضاً أن نحول العداوات والأحقاد بين المختلفين إلى متعاونين فيما بينهم.

ولأهمية الإحسان ومكانته في بناء المجتمع المسلم أوضح سماحة الشيخ اليوسف أن مادة الإحسان ومشتقاتها وردت فيما يقرب من أربعين موضعاً في القرآن الكريم. وهذا يدل على العناية التي تظهر في القرآن الكريم بأمر الإحسان، مما يؤكد على المكانة السامية التي تحتلها فضيلة الإحسان.

وانتقد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف ما يقوم به البعض من تصنيف مكونات المجتمع وتقسيمه، وبث الفرقة والفتن بين الناس، وإشاعة روح الكراهية بينهم، وادعاء إن هذا الصنف يدخل الجنة بينما الصنف الآخر يدخل النار وكأن لديه مفاتيح الجنة والنار! وأن هذا تجوز الصلاة خلفه وهذا لا يجوز، وأن هذا أخباري وهذا أصولي، وهذا من الجماعة الفلانية والآخر من الجماعة الأخرى بهدف بث التعصب والكراهية والفرقة بين مختلف المكونات الاجتماعية والتوجهات الدينية والثقافية، مما يؤدي إلى تقسيم المجتمع  وتفككه وإضعافه.

ولفت سماحته إلى أهمية التعاون فيما نتفق عليه، وأن الاختلاف في القناعات والأفكار والتوجهات أمر طبيعي لاختلاف العقول والأفهام والأذواق والميول، وأن هذا يجب أن يكون مصدر إثراء وتكامل وليس مصدراً للتشتت والتفرق والتعصب.

وبيّن سماجته أن الإمام الحسين سجل أروع الأمثلة في الإحسان إلى المسيئين؛ ومن ذلك عندما سقى أعداءه الماء وقد جاؤوا لقتاله، ليضرب بذلك أروع مثال على النهج الإنساني والأخلاقي الرائع الذي كان يسير عليه، ويتحلى به حتى مع أشد الأعداء، وفي أحلك الظروف وأصعبها.
 
وذكر سماحته بعض القصص والشواهد والأمثلة الرائعة التي سجلتها لنا كتب التاريخ والسيرة عن إحسان الإمام الحسين ورحمته، حيث كانت هذه الصور الرائعة والمختلفة تغطي مجالاً واسعاً عن مفهوم الإحسان، وفي ذلك ترسيخ وتعزيز لمبادئ الإحسان والتسامح والرحمة والشفقة في المجتمع.  
         
ودعا سماحته إلى الاقتداء والسير على نهج الإمام الحسين ومنهاجه في الإحسان إلى الناس، وقضاء حوائجهم، وتحمل أذاهم، والتسامح تجاه أخطائهم.

وأكد سماحة الشيخ اليوسف على أن للإحسان فوائد عظيمة، حيث ينمي روح التقارب والتعاون والتفاهم، ويزيد من المحبة والمودة بين الناس، ويحول الأعداء إلى أصدقاء، والمتصارعين إلى متعاونين، والمتنافرين إلى متقاربين.

وشدد سماحته على حاجة المجتمعات الإسلامية اليوم إلى روح التسامح والإحسان بين مختلف الشرائح والمكونات الاجتماعية، والابتعاد عن لغة التعصب والكراهية والتطرف والتشدد والأحقاد التي فككت نسيج المجتمعات المسلمة ومزقتها تمزيقاً.

اضف هذا الموضوع الى: