مشدداً على أهمية اجتناب اليأس والقنوط والإحباط
الشيخ اليوسف يدعو إلى نشر ثقافة الأمل والتفاؤل بين الناس
محرر الموقع - « ليلى البوري » - 19 / 8 / 2017م - 2:05 م
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء خطبته على المصلين
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف أثناء إلقاء خطبته على المصلين

تحدث سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف ٢٥ذو القعدة ١٤٣٨ه‍ـ الموافق ١٨ أغسطس2017م، عن" ثقافة الأمل وثقافة اليأس " معتبراً أن ثقافة اليأس تدمر حياة الناس، وتبعث فيهم روح التشاؤم والسلبية بينما ثقافة الأمل تبعث على التفاؤل والإيجابية.

وقال الشيخ اليوسف أن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم أن نتحلى بالأمل والرجاء الدائم بالله ونهى عن اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.

واعتبر سماحته أن صفة القنوط واليأس والإحباط من الصفات السيئة التي تدمر حياة الإنسان سواء على الصعيد النفسي أو المعنوي أو المادي.

وأشار سماحته إلى أن على الإنسان المؤمن أن يتحلى دائماً بالأمل والرجاء وطلب رحمة الله في كل شيء، ونقصد بالأمل التفاؤل بالمستقبل والنظرة الإيجابية إلى الأمور، والتطلع نحو الأحسن مع السعي والعمل.

ولفت سماحته إلى عدم الخلط بين الأمل بالله ورجاء رحمته وهو أمل مطلوب ومأمور به، والأمل المذموم والمنهي عنه الوارد في النصوص الدينية الذي يعني نسيان الآخرة والتكالب على الدنيا وملذاتها والابتعاد عن ذكر الله تعالى.

وذكر سماحته أن هناك بعض الناس الذين يصابون باليأس مع أبسط مشكلة في الحياة تعتريهم، هؤلاء لم يغمرهم روح الإيمان ولم يدخل في قلوبهم نور اليقين؛ وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة في قوله تعالى: ﴿لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ حيث يصاب مثل هؤلاء بشدة اليأس والقنوط مع أي مشكلة أو مكروه يصيبه؛ بعكس الإنسان المؤمن الذي يبقى محافظاً على الرجاء والأمل بالله عز وجل عند الشدائد والمصائب أيضاً، وعدم الإصابة بمرض اليأس والقنوط.

وأوضح سماحته أن المشكلة تكمن في تراجع الإنسان مع أول مصيبة أو مكروه يصيبه؛ فيخيم اليأس والقنوط على قلبه، وتسود الدنيا بعينه وكأنه يعيش في ظلام دامس، فيدمر نفسه من حيث لا يشعر. وقد ورد عن أمير المؤمنين قوله: «قَتَلَ القُنوطُ صاحِبَهُ».

وقد نهى القرآن الكريم عن اليأس من رحمة الله واعتبره ضرباً من ضروب الكفر، في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ.

كما نوه سماحته على أهمية أن يتحلى الإنسان بصفة الأمل والرجاء، وضرورة أن ننشر ثقافة الأمل والتفاؤل في المجتمع والابتعاد عن نشر ثقافة اليأس والقنوط والإحباط.

وشدد سماحته على أنه من المفيد أن يكون عند الإنسان تفاؤل بالخير وأمل بالمستقبل، يقول أمير المؤمنين علي :  «تَفَأَّلْ بالخَيْرِ تُنْجِحْ» وكما في الحكمة المعروفة: «تفاءلوا بالخير تجدوه».

وأكد سماحته على ضرورة الالتزام بحالة الرجاء بالله التي تدفع بالإنسان إلى العمل والسعي والإبداع والنجاح في حياته الخاصة والعامة بعكس القنوط واليأس الذي يجعله كثير الكسل والخمول وينظر للأمور بنظرة تشاؤمية وبعيون سوداوية قاتمة.

وأشار سماحته إلى أن هناك الكثير من الدراسات والإحصائيات التي تؤكد على ارتفاع حالات الانتحار وتزايد الأمراض والأزمات النفسية في كثير من المجتمعات الإنسانية  والسبب هي  حالات اليأس والإحباط والقنوط..

كما حذر سماحة الشيخ عبدالله اليوسف من الاستماع إلى بعض القصص والحالات والأخبار السلبية التي تبعث روح اليأس والتشاؤم عند الناس من خلال مجالسة بعض الناس السلبيين والمتشائمين فتدفع بهم نحو التشاؤم واليأس، داعياً إلى نشر ما يبعث على التفاؤل والخير والأمل، فالإنسان المؤمن يجب أن يكون داعياً إلى الخير والأمل والرجاء والتفاؤل بالمستقبل والنظرة الإيجابية.

كما جاء في قصة الرجل المذنب الذي جاء إلى الإمام علي ، وقد أصابه اليأس وأخرجه الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه. فقال له الإمام ( ع): «يا هذا يأسك من رحمة الله أعظم من ذنوبك».
 
وقد اوصى سماحة الشيخ اليوسف في الختام إلى ضرورة التقرب إلى الله تعالى والتحلي بثقافة الأمل والرجاء والخوف منه عز وجل، وأن يجعل حسن ظنه بالله في جميع أمور حياته فالله قادر على أن يخرجك من همك وحالتك في لحظة، ورحمته واسعة وقد وسعت كل شيء، والله رؤوف رحيم.

اضف هذا الموضوع الى: