مع بداية العام الدراسي الجديد
الشيخ اليوسف يحث الطلاب على السعي نحو التميز والتفوق العلمي
محرر الموقع - « ليلى البوري » - 15 / 9 / 2017م - 10:45 م
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف  (أرشيف)
سماحة الشيخ عبدالله أحمد اليوسف (أرشيف)

وجّه سماحة الشيخ الدكتور عبد الله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الرسول الأعظم بالحلة في محافظة القطيف ٢٤ذو الحجة ١٤٣٨ه‍ الموافق ١٥ سبتمبر٢٠١٧م رسالة تشجيعية وتحفيزية للطلاب والطالبات بمناسبة العام الدراسي الجديد، داعياً إياهم للجد والاجتهاد والمثابرة في طلب العلم حتى تحقيق التفوق والتميز العلمي.

مشيراً سماحته إلى بعض النصوص والأحاديث الشريفة التي تحث على طلب العلم والمعرفة واكتسابه لما له من قيمة ذاتية في نفسه، ولأن به تبنى الدنيا وتعمر الآخرة، فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معاً فعليه بالعلم.

كما ورد عن رسول الله : «العِلمُ رَأسُ الخَيرِ كُلِّهِ، والجَهلُ رَأسُ الشَّرِّ كُلِّهِ» وما ورد أيضا عن أمير المؤمنين الإمام علي : «لا كَنزَ أنفَعُ مِنَ العِلمِ»  و «لا شَرَفَ كَالعِلمِ ».

وقال الشيخ اليوسف إن كسب العلم هو غاية الإنسان الواعي، وهو الذي يعمل من أجل  الخير ليساهم في بناء مجتمعه وأمته بالعلم، ويتميز على غيره بالمعرفة والتفوق المعرفي والعلمي.

وأضاف سماحته قائلاً: مع بداية العام الدراسي الجديد نريد أن نتحدث إلى كل طالب وطالبة بضرورة السعي نحو الوصول إلى التفوق والتميز في المدرسة أو الجامعة، وكيف يتفوق الطالب في دراسته؟ وأهم قواعد التفوق العلمي التي يجب على الطالب اتباعها، لنيل أعلى الدرجات وتحقيق أعلى معدل في الدراسة.

وأوضح سماحته بعض القواعد الهامة التي ينبغي مراعاتها والاهتمام بها والتي تساهم في التفوق العلمي والتي يجب الحرص عليها حتى يستطيع الطالب  أن يتفوق ويتميز في دراسته ويحقق ما يصبو إليه.

وذكر سماحته أن أولى هذه القواعد هي النية الصادقة والإخلاص والرغبة في طلب العلم واكتسابه. فقد قال بعض الكاملين من أهل العلم: " تطييب القلب للعلم كتطييب الأرض للزراعة، فبدونه لا تنمو ولا تكثر بركته ولا يزكو، كالزرع في أرض بائرة غير مطيبة"  فلا بد للطالب أن يهيأ قلبه لتلقي العلم والمعرفة لكي ينمو في دراسته وعلمه، وأن يكون الطالب أثناء الدراسة على وضوء وطهارة حتى يبزغ في قلبه نور العلم وحبه.

ثم تطرق سماحة الشيخ اليوسف إلى القاعدة الثانية وهي: الثقة بالنفس والتي هي عبارة عن  شعور نفسي بامتلاك  القدرات العقلية والذهنية التي تؤهله إلى التفوق في دراسته. فلا يوجد إنسان ضعيف في المواهب والقدرات وإنما يوجد إنسان لا يعرف نقاط قوته ولا يعرف كيفية اكتشاف مواهبه واستغلالها لصالحه، فالطالب الذي يثق بقدراته ومواهبه وبما أنعم الله عليه من عقل وطاقه وقدرات عقلية يتفوق وينجح ويبدع ويتميز في دراسته؛ فالثقة بالنفس تزرع في الطالب حب العلم والتفوق في الدراسة حتى لو كان ذات إمكانيات مادية محدودة.

ثم أشار سماحة الشيخ اليوسف إلى القاعدة الثالثة من قواعد التفوق العلمي وهي: الحرص على التعلم والفهم، فلا يكفي الطالب أن ينتظم فقط في دراسته وإنما المطلوب أيضاً أن يحرص على استيعاب المادة التعليمية التي يتلقاها والمعلومات التي تعطى له من قبل المعلم وأن لا يخجل من السؤال والمناقشة في حالة لم يفهم المادة العلمية.

 ومن ضمن القواعد التي حث سماحته عليها أيضاً: الصبر على طلب العلم، والجد والمثابرة والاجتهاد، فلا بد للطالب أن يجتهد ويثابر ويسعى في الحصول على أعلى الدرجات والتميز في دراسته، وذلك بتنظيم وقته من خلال جدول بأوقات يومه ومذاكرته وترتيب أموره وأولوياته وأن يحرص على وقته أشد الحرص حتى يتفوق في دراسته، فالتفوق لا يأتِ من فراغ. وكما ينقل عن الخليل بن أحمد الفراهيدي عالم اللغة المعروف أنه قال: " العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك " 

وشدد سماحته على الصبر والتحمل في سبيل طلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة، والحرص على بناء المستقبل من خلال الحصول على أعلى المراتب والمناصب التي تجعل من الإنسان يتميز في عمله وينفع مجتمعه ووطنه. فالطالب الواعي هو الذي يحمل مسؤولية نفسه ومجتمعه رغم الصعوبات التي تواجهه ويفكر في مستقبله وعليه أن يتغلب على تلك العوائق التي تحول بينه وبين دراسته وتفوقه العلمي.

ولفت سماحته إلى مسيرة بعض العلماء الشاقة في سبيل تحصيل العلم والمعرفة ومعاناتهم وصبرهم وتحملهم ووصولهم إلى ما وصلوا إليه من نجاح وتفوق علمي بارز. مثال العلامة النراقي صاحب كتاب (جامع السعادات)، حيث كان لا يملك مالاً ليشتري به فانوساً للاطلاع والقراءة فكان يذهب إلى الأماكن العامة ليستفيد من الإنارة كي يطالع ويقرأ. فلا بد للطالب أن يكون عنده همّ الدراسة والعلم وهاجس التفوق وحب التميز حتى يخدم نفسه ومجتمعة ووطنه. وكما قيل: " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ".

وشدد سماحة الشيخ عبدالله اليوسف على قطع جميع العوائق التي تشغل الطالب عن تحصيل العلم كالمبالغة في الرياضة واللعب والسهر والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي مما يؤدي إلى ضعف المستوى التعليمي أو ترك الدراسة.

وأوصى سماحته الطلاب الحرص على الاهتمام الشديد بالدراسة والتفوق العلمي، ويتطلب ذلك الجد والاجتهاد والمثابرة وعلو الهمة وتنظيم الوقت، وأن ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً، وأن يراجع دروسه وواجباته أولاً بأول، وألّا ينشغل إلا بدراسته وتحصيله العلمي قدر الإمكان. 
 

اضف هذا الموضوع الى: