داعياً إلى الاقتداء بالسيدة الزهراء (ع) في التحلي بالإيثار
الشيخ اليوسف يشيد بصور رائعة من الإيثار في المجتمع القطيفي
سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)
سماحة الشيخ اليوسف يتحدث إلى المصلين (أرشيف)

أشاد سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة الجمعة 15 جمادى الأولى 1439هـ الموافق 2 فبراير 2018م بنماذج وصور رائعة من الإيثار في المجتمع القطيفي، حيث تبرع أحد الأشخاص بمنزله لصالح عائلة فقيرة، كما تبرع أحد المقبلين على الزواج مؤخراً بتكاليف حفل الزواج لصالح عوائل فقيرة، كما توجد حالات عديدة للتبرع بالكلى أو بالدم لصالح المرضى.

وأضاف سماحته قائلاً: يجب الإشادة بهذه المبادرات الرائعة والنماذج الطيبة في التحلي بصفة الإيثار في مجتمعنا القطيفي، والدعوة إلى الإكثار منها.

واعتبر سماحته أن الإيثار صفة من صفات الكمال الأخلاقي، وفضيلة من أعظم الفضائل الأخلاقية، وخصلة رائعة لا يتحلى بها إلا أصحاب النفوس النظيفة، والقلوب الرقيقة، والعقول الكبيرة.

وأشار إلى أن الإيثار من أرفع درجات الكرم والجود، لأنهم قد بلغوا بإيثارهم قمة الكرم، فجادوا بما لديهم مع أمّس الحاجة إليها، وآثروا غيرهم على أنفسهم متحملين مصاعب العيش وآلام الفقر والحاجة.

وتساءل سماحته: كم هو فرق شاسع بين من يعطي ما يحتاج إليه وبين ذلك الشخص الذي لا يعطي وهو لا يحتاج، مع قدرته على العطاء والإنفاق والبذل؟!

وأوضح سماحته أن القرآن الكريم قد أشاد بفضل أهل الإيثار قائلاً: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ. فالمؤثرون على أنفسهم مع حاجتهم إليها ﴿ خَصَاصَةٌ يعتبرون في أعلى مراتب الكرم والإحسان.

وقال الإمامُ عليٌّ في مدح فضيلة الإيثار وأهله: «الإِيثارُ أحسَنُ الإِحسانِ، وأعلى‏ مَراتِبِ الإِيمانِ»، وعنه قال: «الإِيثارُ أعلى‏ مَراتِبِ الكَرَمِ، وأفضَلُ الشِّيَمِ »، وعنه قال: «خَيرُ المَكارِمِ الإِيثارُ»، وعنه قال: « حَسبُ المَرءِ ... مِن كَرَمِهِ إيثارُهُ عَلى‏ نَفسِهِ».

وشدد سماحته على أن هذا التأكيد الديني على قيمة الإيثار وفضيلته والثناء على أهل الإيثار، إنما يدل دلالة بليغة على أن الإيثار صفة لا يتحلى بها إلا القلة من صفوة الرجال والنساء
وتحدث سماحة الشيخ اليوسف عن إيثار السيدة فاطمة الزهراء ، حيث ضربت أروع الأمثلة في التحلي بفضيلة الإيثار، فكانت خير من يؤثر على نفسها اقتداء بأبيها رسول الله الذي كان يؤثر الآخرين على نفسه مع حاجته لذلك.

وذكر سماحته مجموعة من الأمثلة في حياة السيدة الزهراء التي تدل على إيثارها، ومنها عندما تبرعت بثوب عرسها ليلة زفافها، وهي ليلة العمر، التي تحرص الفتاة عادة على الظهور يمظهر الزينة والجمال، إلا ان السيدة فاطمة آثرت فتاة فقيرة على نفسها، فنزعت ثوبها زفافها وتبرعت به لفتاة فقيرة من الأنصار.

ولفت سماحته إلى أن الإيثار لا يقتصر على الجوانب المادية فقط بل يشمل كل الجوانب فيمكن أن يكون بالوقت أو الدعاء أو الراحة أو أي شيء آخر فيه خدمة للآخرين وإسعادهم؛ وهذا ما نجده عند السيدة فاطمة الزهراء التي كانت تدعو لجيرنها قبل دعائها لنفسها وتقول (الجار ثم الدار).

وتابع سماحته بالقول: هذا يعني أن السيدة الزهراء كانت تفكر في الآخرين قبل أن تفكر في نفسها، وتهتم بحوائجهم قبل أن تهتم بحوائج نفسها، وتعيش هموم الناس وآلامهم قبل همومها وآلامها، وهذا لا يقوم به إلا أصحاب الرسالات السماوية، ومن بلغوا أعلى مراتب الإنسانية، وتحلوا بأعظم الفضائل الأخلاقية.

ودعا سماحة الشيخ عبدالله اليوسف إلى ان نتعلم درساً في الإيثار من حياة السيدة فاطمة الزهراء وأن نقتدي بها، فهي الإنسانة الكاملة، والقدوة الحسنة في كل شيء؛ فنجود بالعطاء والإيثار، ونعطي مما نحتاج إليه، وندرب أنفسنا على التحلي بفضيلة الإيثار.

وختم الخطبة بالتأكيد على حاجة المجتمعات حتى تتقدم وتتطور إلى أناس يتمتعون بصفة الإيثار، فيؤثرون سعادة الناس على إسعاد أنفسهم، وراحة الناس على راحتهم، وخدمة المجتمع على خدمة أنفسهم.

اضف هذا الموضوع الى: