الشيخ اليوسف: شهر رمضان أفضل فرصة لإحداث تغيير جوهري في حياة الإنسان
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي كلمته على الحضور (صورة أرشيفية)
سماحة الشيخ عبدالله اليوسف يلقي كلمته على الحضور (صورة أرشيفية)

قال سماحة الشيخ الدكتور عبدالله أحمد اليوسف في خطبة يوم الجمعة 24 شعبان 1439هـ الموافق 11 مايو 2018م إن شهر رمضان المبارك أفضل فرصة للتغيير الذاتي، حيث تكون النفوس مهيأة للتغير والتغيير في حياة الإنسان، نتيجة أجواء شهر رمضان الإيمانية والروحية والمعنوية حيث تكون في أعلى مستوياتها ودرجاتها.

وأضاف قائلاً: إن علينا اغتنام فرصة شهر رمضان المبارك في إحداث تغيير جوهري وحقيقي في داخل أنفسنا، فالتغيير في حياة الإنسان يبدأ من داخله وليس من خارجه.

وأكّد على أهمية وضع جدولة مكتوبة ومحددة لإحداث التغيير المطلوب في حياة المؤمن طوال شهر رمضان المبارك، وذلك من خلال تجديد نقاط الضعف فيها ومعالجتها، وتحديد نقاط القوة لديها والبناء عليها وتقويتها.

وذكر سماحته بعض الأحاديث التي تدل على أن شهر رمضان شهر مبارك وعظيم، وأنه شهر رحمة وبركة ومغفرة؛ فقد روي عن رسول الله أنه قال -في آخر يوم من شعبان-: «أيُّها الناسُ، قد أظَلَّكُم شَهرٌ عَظيمٌ، شَهرٌ مُبارَكٌ، شَهرٌ فيهِ ليلةٌ العَمَلُ فيها خَيرٌ مِن العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ ... هُو شَهرٌ أوَّلُهُ رَحمَةٌ وأوسَطُهُ مَغفِرَةٌ، وآخِرُهُ عِتقٌ مِنَ النارِ »، وروي عنه أنه قال: «أيُّها الناسُ، إنّهُ قد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللَّهِ بالبَرَكَةِ والرّحمَةِ والمَغفِرةِ، شَهرٌ هُو عِندَ اللَّهِ أفضَلُ الشُّهورِ، وأيّامُهُ أفضَلُ الأيّامِ، ولَيالِيهِ أفضَلُ اللَّيالِي، وساعاتُهُ أفضَلُ الساعاتِ، هُو شَهرٌ دُعِيتُمْ فيهِ إلى‏ ضِيافَةِ اللَّهِ وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللَّهِ، أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَةٌ، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ، ودُعاؤكُم فيهِ مُستَجابٌ ».

وأشار إلى أنه من الخطأ التعامل مع الصوم على أنه مجرد امتناع عن الطعام والشراب فقط، وإنما المطلوب صيام القلب، وصيام الجوارح عن الحرام، وإلا فليس للصائم إلا الجوع والعطش، إذ روي عن رسول الله أنه قال: «رُبَّ صائمٍ حَظُّهُ مِن صيامِهِ الجُوعُ والعَطَشُ، ورُبَّ قائمٍ حَظُّهُ مِن قيامِهِ السَّهَرُ ».

وتابع إن الصوم من غير الكف عن غيبة الناس وانتهاك أعراضهم، وأكل أموالهم بالحرام، وفعل المعاصي والموبقات يدل على شكلية الصيام، دون صيام القلب وصيام الجوارح، ولذلك قال الإمامُ عليٌّ عليه السلام: «صيامُ القَلبِ عنِ الفِكرِ في‏ الآثامِ، أفضَلُ مِن صيامِ البَطنِ عنِ الطَّعامِ ».

ودعا سماحة الشيخ اليوسف إلى بدء حياة جديدة مع بداية شهر رمضان وذلك من خلال تلاوة القرآن الكريم مع التدبر في آياته، والاكثار من الصدقة والاستغفار، وتقوية العلاقة مع الله تعالى، والحرص على حضور صلاة الجماعة.

ولفت إلى أهمية التغيير في حياتنا في كل شيء خلال شهر رمضان، وذلك من خلال تغيير علاقتنا مع أنفسنا أولاً، ومن ثم علاقتنا مع الأرحام، وعلاقتنا مع الأصدقاء، وعلاقتنا مع الجيران، وعلاقتنا مع الآخرين ... وذلك من خلال تصحيح هذه العلاقة نحو الأفضل والأحسن، وتجاوز سوء الفهم والقطيعة إن كانت موجودة.

وأوضح إن المفلس الحقيقي هو المفلس من الدين والعلم والأخلاق، وأن الدين المعاملة، وأن الصلام والصيام والزكاة إن لم ينعكس آثارها على الإنسان وأخلاقه فلا ثمرة فيها، وهو دليل على وجود خلل في أدائها، فالصلاة والصوم وغيرها من العبادات يجب أن تؤثر في مسيرة الإنسان وتربيه على القيم والأخلاق والآداب الحسنة.

اضف هذا الموضوع الى: