تفسير آية(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ)
عيسى البحراني - البحرين - 07/07/2005م
ما المقصود بهذه الآية( إن الصفا والمروة من شعائر الله)؟
الإجابة:
((إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ) )هما جبلان قرب مسجد الحرام ((مِن شَعَآئِرِ اللّهِ)) جمع شعيرة، وهي مشتقة من اللباس الملتصق بشعر البدن، فكل شيء مرتبط ارتباطاً وثيقاً يدل عليه يكون من شعائره، فالمراد أن هذين الجبلين من الأمور المرتبطة بالله سبحانه، حيث جعلهما محلاً لعبادته بالسعي بينهما، ((فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ))، أي قصد البيت الحرام، والحج: القصد، ((أَوِ اعْتَمَرَ))، العمرة هي الزيادة، أخذ من العمارة، لأن الزائر يعمر المكان بزيارته، والحج والعمرة عملان من أعمال الحج، ((فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا))، أي يسعى بينهما، وإنما عبر بـ"لا جناح" لأن المسلمين تحرجوا من الطواف بهما ظناً منهم أنه من عمل المشركين حيث كان على الصفا صنم يسمى "أساف"، وعلى المروة صنم يسمى "نائلة"، فهو ترخيص في مقام توهم الحصر، ومن المعلوم أن الإباحة في مقام توهم الحضر والنهي في مقام توهم الوجوب لا يدلان على مفادهما الأولية، لأنه لإثبات أصل الطرف الآخر لا خصوصيته الإباحية والتمويهية، ((وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا))، أي أتى بخير من الأعمال والأفعال تطوعاً، والتطوع التبرع بالشيء، من الطوع بمعنى الانقياد، ((فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ)) لعملهم، ومعنى شكره: تقديره وجزائه للعامل، ((عَلِيمٌ)) بأعمالهم، فلا يفوته شيء منها.
سماحة الشيخ عبد الله اليوسف