تقديم لكتاب فرضية أهل البيت بين الأساسية والبرمجة اللغوية العصبية للشيخ حبيب السماعيل
الشيخ عبدالله اليوسف - 11 / 8 / 2013م - 11:22 ص
غلاف كتاب فرضية أهل البيت بين الأساسية والبرمجة اللغوية العصبية للشيخ حبيب السماعيل
غلاف كتاب فرضية أهل البيت بين الأساسية والبرمجة اللغوية العصبية للشيخ حبيب السماعيل

يتميز علم البرمجة اللغوية العصبية بقدرته المؤثرة على تغيير سلوكيات وأنماط التفكير لدى الإنسان، كما أنه يساعد كل واحد منا على اكتشاف ما لديه من مواهب وقدرات ومهارات وطاقات في داخله، بل وينمي تلك القدرات والمواهب بما يجعله يتحول إلى إنسان أكثر إنتاجاً وعطاءً وتميزاً وتأثيراً وفاعلية.

وتنبع أهمية هذا العلم من أن كثيراً منا يجهل ما لديه من قدرات ومواهب كبيرة وخلاقة، وإذا ما عرف ذلك فإنه لا يعرف كيف يوظف تلك القدرات والمواهب التي وهبها الله سبحانه وتعالى له في خدمة نفسه وتطوير مجتمعه .

وهذا العلم يضيء لنا طرق الوصول إلى معرفة الذات، وما بداخل كل واحد منا من كنوز ثمينة لا تقدر بثمن؛ إذا ما استثمرت في صالح تطوير وتأهيل الذات وبناء الشخصية.

وللبرمجة اللغوية العصبية فوائد عديدة.. من أبرزها:


       1ـ القدرة على التحكم في المشاعر وتوجيهها.
       2ـ تغيير أنماط التفكير وتوظيفها في توجيه السلوك، وبناء القدرات العقلية والنفسية وغيرها.
       3ـ التخلص من العادات السلبية والتحول إلى العادات الإيجابية.
       4 ـ التعرف على الوسائل والأدوات اللازمة للحصول على النتائج المطلوبة.
       5 ـ السهولة في تكوين صداقات ناجحة، والتآلف مع الآخرين بروح إيجابية.
       6 ـ اكتشاف الطاقات الكامنة، وتنمية القدرات والمواهب وتوظيفها في بناء الشخصية.
       7ـ امتلاك القدرة في التأثير على الآخرين، وامتلاك خاصية الإقناع بسهولة.

هذه الفوائد وغيرها التي تحصل لدارسي هذا العلم تؤكد أهمية تعلمه وإتقانه، وتطبيقه على الذات من أجل إحداث التغيير الإيجابي في العقل والسلوك، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الاستفادة من الأدوات والتقنيات التي يرشدنا إليها هذا العلم، لأن الـ NLP علم يرتكز على التطبيق العملي الجاد، وتنعدم فائدته إذا تحول إلى مجرد أفكار نظرية مجردة.

وكلمة ( البرمجة اللغوية العصبية ) والتي هي مترجمة في الأصل من العبارة الإنجليزية
( Neuro Linguistic Programming ))  أو ما يطلق عليه اختصاراً (NLP ) ليس بعلم جديد في مضمونه وإن اُدعي ذلك؛ بل هو علم موجود من قديم، ولكن تسميته وصياغته وبلورته هو الشيء الجديد.

ففي القرآن الكريم، كما في أقوال الرسول الأعظم ، والتراث الهام لأهل البيت الشيء الكثير والكثير من هذا العلم وغيره من العلوم الإنسانية.

ففي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على اكتشاف الذات، يقول تعالى:﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ   ويقول تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ   وكثيرة هي الآيات التي تدعو للتفكير والتأمل والتعقل والتدبر وفهم الذات ... إلخ.

وورد عن الرسول الأعظم  ، قوله: ((فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة )).

وفي كلمات أهل البيت الكثير الكثير من هذا العلم، يقول الإمام علي: ((  من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم ))  ويقول: (( لا عقل كالتدبير)) ويقول : ((خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم،  وإن عشتم معها حنوا إليكم ))  ويقول:  (( من أسهر عين فكرته، بلغ كنه همته ))

وقد ذكرت في كتابي ( الشخصية الناجحة) و ( الصعود إلى القمة ) الكثير مما ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة و أقوال أهل البيت مما ينطبق على فرضيات البرمجة اللغوية العصبية، قبل أن أسمع أنا شخصياً بهذا المسمى. وأذكر ذلك هنا ليس من باب المفاخرة وإنما من باب أن هذا العلم مذكور في القرآن الكريم ومدرسة أهل البيت ، وإن لم يكن بهذا المسمى؛ فالاسم جديد، أما العلم نفسه فليس بجديد أبداً، بل هو مشار إلى مضامينه ومبادئه منذ مئات السنين في القرآن الكريم وفي مدرسة أهل البيت .

ويأتي أهمية هذا الكتاب الذي بين أناملك ـ عزيزي القارئ ـ من أنه يركز على ما ورد عن أهل البيت   في هذا العلم المفيد؛ حيث يقارن بين فرضيات البرمجة اللغوية العصبية وما ورد في كلمات وأقوال أهل البيت ، وهو أمر مهم للغاية إذ يشير  إلى تطور ووعي المدرسة الفكرية والثقافية والتربوية لأهل البيت .

وقد وُفِقَّ مؤلف هذا الكتاب الأخ العزيز والأستاذ الملا / حبيب علي السماعيل في اختيار هذا الموضوع الحيوي والهام في مجال السلوك وتنمية القدرات- والذي كثر الكلام عنه في الآونة الأخيرة- ومما لا شك فيه أن هذا الكتاب سيكون فيه إضافة مفيدة للمكتبة العربية والإسلامية في علم البرمجة اللغوية العصبية.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المؤلف للمزيد من الإنتاج الثقافي، والعطاء العلمي المتميز. كما أبتهل للمولى عز وجل أن يضاعف له الأجر والثواب، وأن يجعل ذلك في ميزان أعماله ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .


                            وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين

                                 عبدالله أحمد اليوسف
                                  الحلة ـ القطيف
                       الأربعاء 7 ذو القعدة 1427هـ
               29نوفمبر 2006م  
      

اضف هذا الموضوع الى: