تقديم لكتاب: قرية حلة محيش إحدى قرى القطيف للسيد علي الشعلة
الشيخ عبدالله اليوسف - 2 / 2 / 2014م - 12:50 م
غلاف كتاب قرية حلة محيش
غلاف كتاب قرية حلة محيش

قرية ( الحلة ) كما يحلو لأهلها تسميتها، أو ( حلة محيش ) كما هو اسمها الرسمي، قرية جميلة بمزارعها وبساتينها وأشجارها ونخيلها، فهي أشبه بالحديقة الغنَّاء التي تحيط بها البساتين والمزارع من كل صوب واتجاه، مما أضفي عليها جمالاً طبيعياً أخاذاً يتلاءم مع جمال واحة القطيف الجميلة بكل ما فيها من شواطئ وأشجار وبساتين غنية بتنوعها وتناسقها البديع.

وقد ولدتُ في هذه القرية الوادعة، والتي لا يفصلها عن مدينة القطيف سوى بعض البساتين والمزارع، وكنا في أيام الصبا نذهب إليها مشياً على الأقدام لقربها، وللاستمتاع بجمال الطبيعة في ممراتها الموصلة إليها، وكنا نعيش في الحلة أياماً جميلة نستنشق هواءها النقي الخالي من أي ملوثات صناعية، ونأكل من أشجارها المثمرة، ونسبح في عيونها العذبة، ونتمشى بين بساتينها الغنية  بكل ما لذَّ وطاب من ثمار الفواكه والخضروات، وكنا نذاكر دروسنا بين أشجارها وبساتينها وعيونها.

أما اليوم فنتحسر ألماً وحرقة على تلك الأيام الجميلة، فلم يعد الهواء الذي نستنشقه نفس الهواء، فقد خالطه من ملوثات المصانع الشيء الكثير، والعديد من المزارع والبساتين تحولت إلى مخططات سكنية قلصت من مساحة الأرض الخضراء، أما العيون الجوفية والارتوازية التي كانت تروي البساتين والمزارع، ومكاناً للسباحة والاستحمام، فقد أصبحت أثراً بعد عين!!

أما تاريخ ( الحلة ) فلا يختلف عن تاريخ واحة القطيف، فتاريخها موغل في القدم، لكن لكل مدينة وقرية وبلدة تفاصيل نحتاج لتدوينها وتوثيقها كي تبقى في ذاكرة التاريخ وأرشيفه، وحتى تطلع الأجيال القادمة على مر السنين وتعاقب القرون على ذلك التاريخ والجغرافيا من أرض قطيفنا، قطيف الخير والعطاء والعلم والحضارة.

 وفي هذا الكتاب الذي يتناول فيه مؤلفه كل شيء مهم عن قرية ( الحلة ) بالقطيف، فيعرفك بسبب التسمية لحلة محيش، وموقعها، وحدودها، وسكانها، وعادات وتقاليد أهلها، مروراً بالمهن والحرف التي كان يزاولها سكانها، لينقلك إلى البساتين والمزارع والعيون التي فيها، كما يلقي بعض الأضواء على مراحل البناء قديماً، والتطور العمراني حديثاً، ليكون الختام عن أعلام الحلة وأعيانها، فيتحدث إليك بشيء من التفصيل عن سير وتراجم خطباء الحلة وعلمائها قديماً وحديثاً.

وقد استمتعتُ بقراءة هذا الكتاب، كما ستستمتع أنت أيضاً بقراءته، فقراءة تاريخ المنطقة ومعرفته يعزز الهوية الثقافية والحضارية، وأن الإنسان في هذه المنطقة له جذور وأصول تعود إلى أعماق التاريخ.

وقد بذل مؤلف هذا الكتاب الأستاذ السيد علي السيد سعيد الشعلة جهوداً كبيرة لتوثيق كل ما ورد فيه، ولاستقصاء كل الجوانب والأبعاد المختلفة كي يصدر الكتاب كما صدر الآن، وهو يحتوي على معلومات قيمة ومفيدة عن حلة القطيف، ليكون بذلك مصدراً مهماً عن قرية الحلة، ومرجعاً لكل من يكتب عن تاريخ المنطقة وأهلها. 

 نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق المؤلف الشاب الطموح السيد علي الشعلة للمزيد من التأليف والتصنيف، وأن يوفقه للعلم والعمل الصالح، وأن يكون هذا العمل في ميزان أعماله... إنه سميع مجيب الدعاء.


والله ولي التوفيق

                                                                  عبدالله أحمد اليوسف
                                الحلة ـ القطيف
                                                                   الأربعاء 18 صفر 1431هـ
                                                                           3 فبراير 2010م

الكتاب يصدر في طبعته الأولى 1435هـ-2014م لمؤلفه الأستاذ/ السيد علي السيد سعيد الشعلة
اضف هذا الموضوع الى: