صدر حديثًا للشيخ اليوسف: «ثقافة الأخلاق وآداب السلوك»
غلاف كتاب: «ثقافة الأخلاق وآداب السلوك» الطبعة الأولى، 1445هـ - 2023م
غلاف كتاب: «ثقافة الأخلاق وآداب السلوك» الطبعة الأولى، 1445هـ - 2023م

صدر عن دار الوارث للطباعة والنشر في كربلاء المقدسة –وهي تابعة للعتبة الحسينية المقدسة- كتاب جديد لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: «ثقافة الأخلاق وآداب السلوك» الطبعة الأولى 1445هـ - 2023م، ويقع في 501 صفحة من الحجم الكبير بقياس وزيري «24/17سم» وبغلاف كرتوني.

يتناول هذا الكتاب ثقافة الأخلاق وآداب السلوك العامة - بلغة معاصرة - في فضاءاته المتعددة وموضوعاته المتنوعة سواء ما يرتبط بفضائل الأخلاق أو رذائلها، وقد استفاد المؤلف في كتابه من هدي القرآن الكريم، وما ورد عن رسول الله وعترته الطاهرة، وربط الموضوعات محل البحث بقضايا الأفراد والمجتمع، وأشار إلى عدد من المصاديق الخارجية والأمثلة والشواهد الواقعية ليكون أكثر ملامسة للواقع الاجتماعي المعاصر ومعالجة له.

وقد بدأ المؤلف كتابه في فصله الأول بالحديث عن بعض دعائم الأخلاق ومرتكزاته الرئيسة، ثم تطرق في الفصل الثاني إلى أهم مفردات فضائل الأخلاق ومكارمها، ثم تناول في الفصل الثالث الأخلاق الاجتماعية وما يرتبط بأخلاق التعامل والسلوك مع الآخرين، وفي الفصل الرابع بحث أهم رذائل الأخلاق ومساوِئها، وبيان كيفية التخلص منها.

من مقدمة الكتاب

بدأ المؤلف كتابه بمقدمة عن علم الأخلاق وأهميته وما يتناوله الكتاب من موضوعات أخلاقية، نقطتف شطرًا مما جاء فيها:

«يبحث علم الأخلاق في الفضائل الأخلاقية ويحث على التحلي بها، ويبحث في الرذائل ويحض على التخلي عنها، ويبيِّن كيفية التخلص منها؛ وغرضه تحديد الغاية العليا للإنسان، وهو الوصول إلى السعادة والجمال والكمال، وأكمل الكمال الوصول إلى رضا الله عزَّ وجلَّ، والقرب منه سبحانه وتعالى».

وأضاف: «ويحتل علم الأخلاق مكانة مرموقة وموقعية متقدمة بين العلوم الأخرى؛ لشرف موضوعه، وسمو غايته، وقوة تأثيره سواء على الأفراد أو المجتمعات أو الشعوب والأمم والحضارات الإنسانية».

وقال: «بالتحلي بحسن الأخلاق يزدان الإنسان جمالًا وكمالًا وارتقاءً وشرفًا، ويهبط بشخصيته إلى أدنى درجات الحيوانية إذا ما اتصف بالأخلاق السيئة والأفعال القبيحة، ويفقد أدنى درجات المعاني الإنسانية النبيلة التي لا تتمظهر إلا بالخُلُق الحسن».

وتابع: «وقد حثَّت النصوص الدينية من آيات القرآن الكريم، وأحاديث النبي العظيم ، وعترته الطيبة الطاهرة على التحلي بالأخلاق الحسنة، والتخلي عن الأخلاق الذميمة؛ لما لحسن الخُلُق من أثر فاعل وتأثير مهم في بناء شخصية الإنسان الأخلاقية، وبناء الشخصية الأخلاقية للمجتمع».

وبيَّن أنه «يكفي في بيان عظمة الأخلاق أن النبي الأكرم اعتبر أن الهدف من بعثته ورسالته هو ترسيخ مكارم الأخلاق وفضائلها عند الأفراد، وفي المجتمع؛ لأن الأخلاق الحسنة هي المنطلق لبناء مجتمع راشد، وتشييد حضارة إنسانية راقية؛ وأما فساد الأخلاق فهو من أهم الأسباب لسقوط المجتمعات، ونهاية الحضارات».

وقال: «إن التحلي بفضائل الأخلاق ومكارمها ضرورة اجتماعية كما هي ضرورة فردية، فلا يمكن لمجتمع من المجتمعات الإنسانية أن يعيش بمحبة ووئام وانسجام وسلام وتعاون وتفاهم واحترام بين أفراد المجتمع مع بعضهم بعضًا، وكذا بين مكونات المجتمع وشرائحه المتنوعة من دون التحلي بالقيم الأخلاقية الرفيعة، والأخلاق الاجتماعية الفاضلة».

وأشار إلى أن: «الأخلاق تلامس شخصية الإنسان من جميع الأبعاد والجوانب، كما تلامس شخصية المجتمع، وتؤثر فيهما إيجابًا أو سلبًا؛ كما تعرف شخصية أي واحد منا الأخلاقية عبر التزامه بمكارم الأخلاق أو تخليه عنها، وكذا هو الحال بالنسبة للمجتمعات، فتارة يكون المجتمع أخلاقيًّا لالتزامه بفضائل الأخلاق ومحاسنها، وتارة يكون متحللًا من الناحية الأخلاقية لشيوع الأخلاق السيئة في بيئته الاجتماعية العامة».

وأوضح أن «الأخلاق قيم وثقافة وسلوك، والحاجة إليها مستمرة ودائمة؛ لأنها ترتبط بتهذيب النفس وتزكية الفؤاد وإصلاح الذات، وتعديل السلوك الخاطئ، وتنمية الشخصية على الأخلاق الحسنة». 

وعن أهمية الكتابة في الحقل الأخلاقي، قال المؤلف الشيخ اليوسف: «ومع كثرة كتب الأخلاق إلا أنها تختلف باختلاف مناهجها وأساليبها وخطاباتها ولغتها التي تأثرت بعصور مؤلفيها؛ كما أنها لا تُغني عن الكتابة في موضوع الأخلاق لتغيُّر كثير من الموضوعات والمصاديق والتطبيقات الخارجية في أرض الواقع نظرًا لتغيُّر طبيعة الحياة المعاصرة، ووجود ثقافة أخلاقية متجددة تبعًا لتغير تفكير الناس وقناعاتهم الأخلاقية والإنسانية».

وعن ثبات القيم والمبادئ الأخلاقية وتغير موضوعاتها ومصاديقها الخارجية، أوضح الشيخ اليوسف ذلك قائلًا: «ومع أن القيم الأخلاقية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، إلا أن موضوعاتها متغيرة، ومصاديقها أكثر تغيُّرًا وتبدلًا خصوصًا ونحن في الألفية الثالثة التي باتت فيه كافة الأمور تتغير بسرعة فائقة، وأصبحت فيه الأخلاق تتأثر بروح العصر وتحدياته الجديدة».

هيكلية الكتاب

يتكوَّن الكتاب من أربعة فصول، هي:

الفصل الأول- دعائم الأخلاق: ويحتوي على سبع موضوعات.

الفصل الثاني- فضائل الأخلاق: ويحتوي على عشرين موضوعًا.

الفصل الثالث- الأخلاق الاجتماعية: ويحتوي على تسعة عشر موضوعًا.

الفصل الرابع- مساوئ الأخلاق: ويحتوي على ثمانية عشر موضوعًا.

وعليه، تكون مجموع الموضوعات الأخلاقية التي تناولها الكتاب في فصوله الأربعة (64) موضوعًا أخلاقيًا.

اضف هذا الموضوع الى: